@ 391 @ يلقي إليه فكره انتهى . وقرأ الحسن والكسائي في رواية { الْعَادّينَ } بتخفيف الدال أي الظلمة فإنهم يقولون كما تقول . قال ابن خالويه : ولغة أخرى العاديين يعني بياء مشددة جمع عادي يعني للقدماء . وقال الزمخشري : وقرىء العاديين أي القدماء المعمرين فإنهم يستقصرونها فيكف بمن دونهم . .
وقرأ الأخوان { قُلْ إِنْ * لَّبِثْتُمْ } على الأمر ، وباقي السبعة و { ءانٍ } نافية أي ما { لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } أي قريب ولكنكم كذبتم به إذ كنتم لا تعلمون أي لم ترغبوا في العلم والهدى وانتصب { عَبَثاً } على الحال أي عابثين أو على أنه مفعول من أجله ، والمعنى في هذا ما خلقناكم للعبث ، وإنما خلقناكم للتكليف والعبادة . وقرأ الأخوان { لاَ تُرْجَعُونَ } مبنياً للفاعل ، وباقي السبعة مبنياً للمفعول ، والظاهر عطف { وَإِنَّكُمْ } على { إِنَّمَا } فهو داخل في الحسبان . .
وقال الزمخشري : يجوز أن يكون على { عَبَثاً } أي للعبث ولترككم غير مرجوعين انتهى . .
{ فَتَعَالَى اللَّهُ } أي تعاظم وتنزه عن الصاحبة والولد والشريك والعبث وجميع النقائص ، بل هو { الْمَلِكُ الْحَقُّ } الثابت هو وصفاته العلي و { الْكَرِيمِ } صفة للعرش لتنزل الخيرات منه أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين . وقرأ أبان بن تغلب وابن محيصن وأبو جعفر وإسماعيل عن ابن كثير { الْكَرِيمِ } بالرفع صفة لرب العرش أو { الْعَرْشِ } ، ويكون معطوفاً على معنى المدح . .
و { مِنْ } شرطية والجواب { فَإِنَّمَا } و { لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } صفة لازمة لا للاحتراز من أن يكون ثم آخر يقوم عليه برهان فهي مؤكدة كقوله { يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } ويجوز أن تكون جملة اعتراض إذ فيها تشديد وتأكيد فتكون لا موضع لها من الإعراب كقولك : من أساء إليك لا أحق بالإساءة منه ، فأسيء إليه . ومن ذهب إلى أن جواب الشرط هو { لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } هروباً من دليل الخطاب من أن يكون ثم داع له برهان فلا يصح لأنه يلزم منه حذف الفاء في جواب الشرط ، ولا يجوز إلاّ في الشعر وقد خرجناه على الصفة اللازمة أو على الاعتراض وكلاهما تخريج صحيح . وقرأ الحسن وقتادة ( انه ) لايفلح بفتح الهمزة ، أي هو فوضع الكافرون موضع الضمير حملا على معنى من والجمهور بكسر الهمزة وخبر ( حسابه ) الظرف أنه استئناف وقرأ الحسن يفلح بفتح الفاء واللام وافتتح السورة بقوله { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } وأورد في خاتماتها إنه لا يفلح الكافرون فانظر تفاوت بين الإفتتاح والاختتام ، ثم امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بان يدعوا بالغفران والرحمة وقرأابن محيص وقرأ الحسن وقتادة { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ } بفتح الهمزة أي هو فوضع { الْكَافِرُونَ } موضع الضمير حملاً على معنى من ، والجمهور بكسر الهمزة وخبر { حِسَابُهُ } الظرف و { أَنَّهُ } استئناف . وقرأ الحسن { يُفْلِحُ } بفتح الفاء واللام ، وافتتح السورة بقوله { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } وأورد في خاتمتها { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } فانظر تفاوت ما بين الافتتاح والاختتام . ثم أمر رسوله عليه السلام بأن يدعو بالغفران والرحمة . وقرأ ابن محيصن { رَبّ } بضم الباء . .