باب ذكر الإيمان بأن أهل الجنة خالدون فيها أبدا وأن أهل النار من الكفار والمنافقين خالدون فيها أبدا .
قال محمد بن الحسين C : بيان هذا في كتاب الله D وفي سنن رسول الله A .
قال الله D : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا } .
وقال D : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا } .
وقال D : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا Bهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم } .
وقال D : { الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم } .
وقال D : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان Bهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } .
وقال D : { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين } .
وقال D : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا * أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار } .
وقال أيضا : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين فيها لا يبغون عنها حولا } .
وقال D : { وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * في سدر مخضود * وطلح منضود * وظل ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش مرفوعة } .
وقال D : { ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } .
وقال D : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا Bهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه } .
قال محمد بن الحسين C تعالى : ولهذا في القرآن نظائر كثيرة تخبر أن المتقين في الجنة خالدين فيها آمنين لا يذوقون فيها الموت أبدا ولا يخرجون من الجنة أبدا .
قال الله D : { إن المتقين في مقام أمين * في جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين * كذلك وزوجناهم بحور عين * يدعون فيها بكل فاكهة آمنين * لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم } .
قال محمد بن الحسين C : وقد ذكر الله D في كتابه أهل النار الذين هم أهلها يخلدون فيها أبدا .
قال الله D : { إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا } .
وقال D : { إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا * خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا } .
وقال D : { لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور } .
وقال D : { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون } .
وقال D : { وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين * وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين * وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون * وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين * ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون } .
قال محمد بن الحسين C : فالقرآن شاهد : أن أهل الجنة خالدون فيها أبدا في جوار الله D في النعيم يتقلبون .
قال الله D : { وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش مرفوعة } .
وأن أهل النار الذين هم أهلها في العذاب الشديد أبدا { لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون } .
[ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا إسحاق بن راهويه قال : أخبرنا النضر بن شميل عن حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة Bه عن رسول الله A قال : يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح أعفر فيوقف بين الجنة والنار ثم يقال : يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون ثم يقال : يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيرون أن الفرج قد جاءهم فيدعى فيذبح بين الجنة والنار ويقال : يا أهل الجنة خلود لا موت فيه ويا أهل النار خلود لا موت فيه ] .
قال إسحاق : قال النضر : الأعفر الذي فيه بياض وسواد .
[ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و علي بن المديني قالا : حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم قال : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري Bه قال : قال رسول الله A : يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال : يا أهل الجنة أتعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون فيقولون : هذا الموت ويقال : يا أهل النار أتعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : هذا الموت فيؤمر به فيذبح ثم يقال : يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت ثم قرأ رسول الله A : { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون } ] .
ولهذين الحديثين طرق جماعة