ـ(449)ـ بسم الله الرحمن الرحيم تمهيد: البحث في إشكالية الثابت والمتغيّر بحث مهمّ وخطير في الوقت نفسه، ورغم أهمّية البحث إلاّ أنّ الباحث يتردّد ويتأمّل كثيراً حينما يريد الحديث عن إشكالية الثبات والتغيّر في "الدين" أو في "الفكر الديني"، وذلك لأنّ الحديث في الثابت والمتغير حديث غير محدّد الأبعاد وغير واضح المعالم، أضف إلى ذلك أنّ أيّة نتيجة يتوصّل إليها الباحث من وراء دراسته لإشكالية الثابت والمتغير سيكون لها انعكاساتها الكلّية على مجمل تصوّراته الدينية ومفاهيمه العقيدية ومواقفه التشريعية. وفي الحديث عن الثابت والمتغيّر تواجه الباحث أسئلة واستفسارات عديدة، لا يمكنه التجاوز والإعراض عنها أو التقليل من أهميتها، من قبيل: هل يوجد في الدين أو الشريعة ثابت ومتغيّر؟ وما معنى الثبات والتغيّر فيهما؟ وما هي مجالات الثبات ومجالات التغيّر؟ والأهمّ من ذلك كلّه لمن تكون صلاحية تحديد الثابت من المتغيّر؟ إذ ليس من المعقول أن يفتح الباب على مصراعيه لكلّ أحد، من أجل أن يقرّر أنّ هذا الأمر ثابت