@ 179 @ $ استيلاء عبد الملك بن أبي الجعد على المغرب $ .
لما قتل عبد الملك بن أبي الجعد الورنجومي حبيب بن عبد الرحمن الفهري رجع في جموع البربر إلى القيروان فملكها وأمر أمر ورفجومة واستطالوا على أهل القيروان وقتلوا من بها من قريش وسائر العرب حيث وجدوا وعاملوهم معاملة المكناسيين لآل إدريس واستحلوا من الحرمات ما لم يستحله عاصم بن جميل قبلهم حتى لقد ربطوا دوابهم بالمسجد الجامع واشتد البلاء على أهل القيروان وافترقوا في النواحي فرارا بأنفسهم وشاع خبرهم في الآفاق فحينئذ قام أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح الغافري من رجالات العرب وكان على رأي الإباضية بأحواز طرابلس منكرا لفعل ورفجومة ومغيرا عليهم حسبما نذكر $ استيلاء عبد الأعلى بن السمح على المغرب وظهور الصفرية من آل مدرار المكناسيين وبناؤهم مدينة سجلماسة $ .
كان أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري من وجوه العرب وكان على رأي الإباضية كما قنلا ولما بلغه ما ارتكبته ورفجومة من أهل القيروان امتعض لذلك وقام محتسبا عليهم وشايعه على ذلك برابرة طرابلس .
وتولى كبر ذلك هوارة منهم وهوارة إحدى بطون أوريغة من البرانس فاجتمعوا إليه وتقدم بهم إلى طرابلس فملكها ثم زحف إلى القيروان سنة إحدى وأربعين ومائة فخرج إليه عبد الملك بن أبي الجعد في جموعة فانخزل عنه أهل القيروان لما نالهم من عسفه وعسف قومه فانهزم وقتل .
واستولى أبو الخطاب على القيروان وأثخن في جموع عبد الملك من