@ 188 @ .
( عليك سلام يا ضياء العوالم % ويا بهجة الأشراف من آل هاشم ) .
( ويا من سما غضبا على كل جاهل % وأصبح مسرورا به كل عالم ) .
( وأصبح ظل الله في الأرض ناظرا % إلى كل مسكين بمقلة راحم ) .
( ويا من كساه الله منه مهابة % تذل لها رغما أنوف الأعاجم ) .
( ويا من له حزم وعزم وسطوة % تفتت إرهابا قلوب الضراغم ) .
( كفاك افتخارا أن عزك ظاهر % وجودك منسي به جود حاتم ) .
( وكون سجاياك التي فاح عرفها % سجايا الملوك الشم أهل المكارم ) .
( لعمري لقد ألقت إليك زمامها % ضروب العلا إذ كنت أحزم حازم ) .
( فقمت على الملك المشيد ركنه % تذود لديه بالقنا والصوارم ) .
( وأغناك رب الناس عن جمع عسكر % برأي مصيب للعساكر هازم ) .
( ونفس علت فوق السماكين همة % وعقل غني عن هداية عالم ) .
( فجئت وسيل الغرب قد بلغ الزبى % وأسواقه معمورة بالجرائم ) .
( ونار الشرور في الفجاج تأججت % فطاب لأهل البغي هتك المحارم ) .
( فدوخته من بعدما استنسرت به % بغاث وقد طالت رعاة البهائم ) .
( فأمنتنا من كل طار وطارق % وحصنتنا من كل داه وداهم ) $ انعطاف إلى سياقة الخبر عن آخر أمر المولى المستضيء رحمه الله $ .
قد تقدم لنا أن السلطان المولى عبد الله خرج سنة سبع وخمسين ومائة وألف في طلب أخيه المولى المستضيء وأنه دوخ بلاد الحوز لأجله وشرده عن جبال مسفيوة ولجأ إلى مراكش فطرده أهلها ولما لم يجد بالحوز مستقرا رجع أدراجه يقتري البلاد والقرى ويصل حرارة التهجير ببرك السرى فاجتاز ببلاد دكالة ثم بتامسنا ثم ببني حسن فزهدوا فيه فتقدم إلى طنجة وأعمالها فاستقر بالفحص منها وطاب له المقام به وعسف أناسا في تلك المدة إلى أن عدا على القائد عبد الكريم الريفي فسجنه وسلمه وأخذ ماله كما