@ 3 @ $ بسم الله الرحمن الرحيم $ $ الدولة العلوية $ $ القسم الثاني $ $ الخبر عن دولة أمير المؤمنين سيدي محمد بن عبد الله رحمه الله $ .
لما توفي أمير المؤمنين المولى عبد الله بن إسماعيل في التاريخ المتقدم أعني السابع والعشرين من صفر الخير سنة إحدى وسبعين ومائة وألف كان الناس قد سئموا الهرج والفتن وأعياهم التفاقم والاضطراب وملوا الحرب وملتهم إذ كانت أيامه لا سيما أخرياتها كأيام الفترة التي ليس فيها سلطان وكانت حال الرعية معه مثل الفوضى الذين لا وازع لهم فكان ذلك من أقوى الأسباب التي صرفت وجوه أهل المغرب كله إلى بيعة السلطان سيدي محمد رحمه الله وجمعت كلمتهم عليه لا سيما مع ما كان قد ظهر منه أيام خلافته من حسن السياسة وكمال النجدة وجودة الرأي وتمام المعرفة بإدارة الأمور على وجهها وإجرائها على مقتضى صوابها حتى أحبته القلوب وعلقت به الآمال وعرفت له من بين بني أبية تلك الشنشنة وتضافرت على ولائه ونصره القلوب والألسنة فلما قضى الله بوفاة والده بادر أهل فاس إلى عقد البيعة له من غير توقف ولا تريث .
قال ولده الفقيه أبو محمد المولى عبد السلام بن محمد بن عبد الله في كتابه المسمى بدرة السلوك بويع لمولانا الوالد السلطان الأعظم سيدي محمد بن عبد الله البيعة العامة الصحيحة التامة وحضرها جماعة من أعيان