@ 97 @ $ أخبار المولى هشام بن محمد بمراكش والحوز وما يتصل بذلك $ .
قد قدمنا أن أهل مراكش وقبائل الحوز كانوا قد خرجوا على السلطان المولى يزيد وبايعوا أخاه المولى هشام بن محمد ولما قتل المولى يزيد بمراكش استقرت قدم المولى هشام بها وأطاعته قبائل الحوز كلها وكان وزيراه القائمان بأمره صاحب آسفي القائد عبد الرحمن بن ناصر العبدي وكان غاية في الجود وبسط الكف وصاحب دكالة والحوز القائد محمد الهاشمي بن العروسي وكان ذا شوكة بعصبيته وقومه فكان هذان القائدان إليهما النقض والإبرام في دولة المولى هشام هذا بكثرة ماله وعطائه وهذا بعصبيته وشدة شوكته فدانت للمولى هشام قبائل دكالة وعبدة وأحمر والشياظمة وحاحة وغير ذلك واستمر الحال على ذلك برهة من الدهر إلى أن افترقت عليه كلمة الرحامنة وتجنوا عليه بأنه قتل عاملهم القائد أبا محمد عبد الله بن محمد الرحماني غيلة على أنه كان مدبر دولته والقائم بأمره .
قال أكنسوس هكذا شاع أن المولى هشاما هو الذي أمر بقتل عبد الله الرحماني وابن الداودي قال والذي تحدث به السلطان المولى سليمان مع بعض الناس هو أن الفرقة المنحرفة من الرحامنة قتلوه وأظهروا أن المولى هشاما هو الذي دس إليهم بذلك وكذلك أمر ابن الداودي والله أعلم ولما قتل القائد عبد الله خلعت الرحامنة طاعة المولى هشام وبايعت أخاه المولى حسين بن محمد وزحفوا به إلى مراكش فلم يرع المولى هشاما إلا طبولهم تقرع حول القصبة وأرهفوه وأعجلوه عن ركوب فرسه فخرج يسعى على قدميه إلى أن أتى ضريح الشيخ أبي العباس السبتي فعاذ به وثابت إليه نفسه وبعد أيام تسلل وسار في جماعة من حاشيته إلى آسفي ونزل على وزيره القائد عبد الرحمن بن ناصر فأكرم مثواه وأحسن نزله وغدا وراح في طاعته ومرضاته ودخل المولى حسين قصر الخلافة