@ 102 @ .
ريثما استراح ثم بعثه إلى رباط الفتح فاستوطنها ورتب له من الجراية ما يكفيه ولما قدم الكاتب ابن عثمان على السلطان ببيعة عبد الرحمن بن ناصر واعتذر له عنه بالمرض قبل ظاهر عذره وأرجأ أمره إلى يوم ما .
وحكى صاحب الجيش أن المولى هشاما لما قدم على السلطان بمراكش ونزل بدار أخيه المولى المأمون أتاه السلطان بعد ثلاث إلى منزله راجلا لقرب المسافة ولما التقيا تعانقا وتراحما ثم جاء معه المولى هشام حتى دخلا بستان النيل من باب الرئيس ونصب له السلطان كرسيا جلس عليه وجلس هو أمامه إعظاما له لكونه أسن منه ثم صار يستدعيه صباحا ومساء فيجلسان ويتحدثان ثم يفترقان وكان لا يتغدى ولا يتعشى إلا وهو معه وكلما دخل عليه رفع مجلسه وأجله وإذا ذكره لا يذكره إلا بلفظ الأخوة بأن يقول أخي المولى هشام دون سائر بني أبيه ولما طلب المولى هشام منه السكنى برباط الفتح أجابه إليها وقضى مآربه وأزاح علله ثم عاد إلى مراكش فكانت منيته بها كما نذكره $ دخول الصويرة وأعمالها في طاعة السلطان المولى سليمان رحمه الله $ .
كان من خبر دخول الصويرة وأعمالها في طاعة السلطان المولى سليمان رحمه الله أن الحاج محمد بن عبد الصادق المسجيني وهو من عبيد الصويرة كان قد قدم من الحج عامئذ فمر على السلطان المولى سليمان وهو بالغرب فدخل عليه فولاه على الصويرة وكتب له العهد بذلك وأمره بإخفائه حتى يختبر حال أهلها ويعلم أين هواهم إذ كان ذلك قبل أن يطأ السلطان بلاد الحوز ويستولي عليها وكانت الصويرة حينئذ من جملة النواحي التي إلى نظر عبد الرحمن بن ناصر ومن في حزبه وتحت غلبة حاحة وعصبيتها وكان الوالي بها يومئذ القائد أبو مروان عبد الملك بن بيهي الحاحي وكانت