@ 130 @ .
شيخ الطائفة التجانية وكانت وفاته بفاس المحروسة وضريحه بها شهير عليه بناء حفيل رحمه الله ونفعنا به $ غزو السلطان المولى سليمان قبائل الصحراء وإيقاعة بآيت عطة والسبب في ذلك $ .
لما كانت سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف بلغ السلطان المولى سليمان أن بعض قبائل الصحراء كعرب الصباح وبرابرة آيت عطه اشتغلوا بالفساد وعظم ضررهم واستولوا على قصور المخزن التي هنالك من عهد السلطان المولى إسماعيل فعقد لابنه المولى إبراهيم على جيش كثيف ووجهه إليهم فسار ونزل أولا على قصور العرب ونصب عليهم آلة الحرب فبددهم ثم زاد إلى قصور آيت عطه فنصب عليهم الآلة كذلك وضيق عليهم إلى أن طلبوا الأمان فأمنهم فطلبوا أن يفرج بالجيش عنهم قليلا حتى يخرجوا بعيالهم خوفا من معرة الجيش فأشفق لهم وأفرج عنهم وكان ذلك مكيدة منهم فلما نفس عن مخنقهم أدخلوا معهم ما شاؤوا من رجال وسلاح وقوت وتمادوا على الحرب فسقط في يد المولى إبراهيم وحمى أنفه وكان معه جماعة وافرة من أعيانهم رهنا عنده فقتل طائفة منهم وساق نحو المائة إلى فاس فقتلهم بباب المحروق ولما أنهى خبر فعلة البربر إلى السلطان عاب على ابنه إفراجه عنهم أولا وقتل الرهائن ثانيا ثم أنهم أوفدوا جماعة منهم على السلطان راغبين إلية أن يبقيهم بالقصور فردهم بالخيبة وقال لهم لا بد لي من الوصول إلى تلك القصور إن شاء الله حتى تكون لي أولكم ولما انسلخ رمضان من السنة وأقام سنة عيد الفطر شرع في تجهيز العساكر إلى الصحراء وقمع ظلمة آيت عطه ثم بعث في مقدمته السواد الاعظم من جيش العبيد وعقد عليهم لوصيفه الأنجب القائد أحمد بن مبارك صاحب الحاتم وبعث معه الطبجية بالمدافع والمهاريس وآلة الحصار والهدم فخرجوا من فاس في