@ 216 @ $ أمر البربر بعد وفاة إدريس بن عبد الله رحمه الله $ .
قالوا إن الإمام إدريس لما توفي لم يترك ولدا إلا حملا من أمة له بربرية اسمها كنزة فلما فرغ راشد من جهازه ودفنه جمع رؤساء البربر ووجوه الناس فقال لهم إن إدريس لم يترك ولدا إلا حملا من أمته كنزة وهي الآن في الشهر السابع من حملها فإن رأيتم أن تصبروا حتى تضع هذه الجارية حملها فإن كان ذكرا أحسنا تربيته حتى إذا بلغ مبلغ الرجال بايعناه تمسكا بدعوة آل البيت وتبركا بذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان جارية نظرتم لأنفسكم فقالوا له أيها الشيخ المبارك ما لنا رأي إلا ما رأيت فإنك عندنا عوض من إدريس تقوم بأمورنا كما كان إدريس يقوم بها وتصلي بنا وتقضي بيننا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونصبر حتى تضع الجارية حملها ويكون ما أشرت به على أنها إن وضعت جارية كنت أحق الناس بهذا الأمر لفضلك ودينك وعلمك فشكرهم راشد على ذلك ودعا لهم وانصرفوا فقام راشد بأمر البربر تلك المدة .
ولما تمت للجارية أشهر حملها وضعت غلاما أشبه الناس بأبيه إدريس فأخرجه راشد إلى رؤساء البربر حتى نظروا إليه فقالوا هذا إدريس بعينيه كأنه لم يمت فسماه راشد إدريس ونشأ الصبي نشأة حسنة إلى أن كان من أمره ما نذكره