@ 103 @ هذه الأقاليم كلها على ما سيأتي تفصيله إن شاء الله .
ولما تمت بيعته غزا من حينه بلاد تادلا فقتل بها وسبى ثم غزا بلاد درعة فاستولى عليها ثم غزا بلاد غمارة فافتتح البعض منها وقتل واليها ثم تسابق الناس إلى دعوته أفواجا وأنتقضت البربر على المرابطين في سائر أقطار المغرب وكان ما نذكره $ غزوة عبد المؤمن الطويلة التي استولى فيها على المغربين $ .
ثم صرف عبد المؤمن عزمه لفتح بلاد المغرب فغزا غزوته الطويلة التي مكث فيها سبع سنين وأجلت عن فتح المغربين معا الأقصى والأوسط خرج لها ثم تينملل في صفر سنة أربع وثلاثين وخمسمائة فلم يزل يتقرى بلاد المغرب ويفتح معاقلها ويستنزل حماتها ويذلل صعابها إلى سنة إحدى وأربعين وخمسمائة .
وكان خروجه من تينملل على طريق الجبل وخرج تاشفين بن علي في أتباعه من مراكش على طريق السهل إلى أن وصلا إلى تلمسان حسبما قدمناه في أخبار المرابطين .
قال ابن خلدون خرج عبد المؤمن في هذه الغزوة من تينملل يعني على طريق الجبل كما قلنا وخرج تاشفين بن علي يعني في حياة والده بعساكره يحاذيه في البسيط والناس يفرون منه إلى عبد المؤمن وهو يتنقل في الجبال في سعة من الفواكه للأكل والحطب للدفء إلى أن وصل إلى جبال غمارة واشتعلت نار الفتنة والغلاء بالمغرب وأقشعت الرعايا عن البلاد وألح الطاغية على المسلمين بالعدوة الأندلسية وهلك خلال ذلك أمير المسلمين علي بن يوسف سنة سبع وثلاثين وخمسمائة وولي بعده ابنه تاشفين بن علي المذكور وهو في غزاته هذه