@ 120 @ صاحب بطليوس وعامل بن مهيب صاحب طلبيرة وتخلف ابن القيسي وأهل شلب عن هذا الجمع فكان سببا لقتله من بعد وانصرف أهل الأندلس إلى بلادهم ورجع عبد المؤمن إلى مراكش واستصحب الثوار فلم يزالوا بحضرته والله تعالى أعلم $ غزو إفريقية وفتح مدينة بجاية $ .
ثم بلغ عبد المؤمن اضطراب بلاد إفريقية بسبب تنازع ملوكها من بني زيري بن مناد الصنهاجيين واستطالة العرب عليهم بها فاجمع الرحلة إلى غزوها بعد أن شاور الشيخ أبا حفص وأبا إبراهيم وغيرهما من المشيخة فوافقوه فخرج من مراكش أواخر سنة ست وأربعين وخمسمائة واستخلف عليها الشيخ أباحفص الهنتاتي وسار حتى وصل إلى سلا فأقام بها شهرين ثم نهض منها إلى سبتة مظهرا أنه يريد العبور إلى الأندلس بقصد الجهاد .
فلما وصل إلى سبتة استدعى فقهاء قرطبة وإشبيلية وأعيان الأندلس وقوادها فاستوضح منهم أحوال البلاد وأوصاهم بما إليهم منها وودعهم .
ورحل عن سبتة مظهرا العود إلى مراكش وصار حتى وصل إلى القصر الكبير وهو قصر كتامة فميز جيوشه وأزاح عللهم وفرق فيهم الأموال وأمرهم بتجديد الأزواد وخرج يعتسف البلاد على غير طريق فجعل مدينة فاس عن يمينه وجد السير حتى خرج على وادي ملوية ثم سار إلى تلمسان فأقام بها يوما واحدا ثم خرج منها وولى السير قاصدا بجاية فطرق الجزائر على حين غفلة من أهلها فدخلها وأمنهم وفر صاحبها القائم بن يحيى بن العزيز إلى أبيه يحيى ببجاية .
وخرج إلى عبد المؤمن الحسن بن علي الصنهاجي صاحب المهدية وكان الفرنج قد أخرجوه منها فقصد ابن عمه يحيى بن العزيز صاحب