@ 229 @ $ الخبر عن دولة أمير المؤمنين عبد الواحد المخلوع ابن يوسف بن عبد المؤمن رحمه الله $ .
لما هلك المنتصر في التاريخ المتقدم اجتمع الوزير ابن جامع والموحدون وبايعوا للسيد أبي محمد عبد الواحد بن يوسف وهو أخو المنصور .
قال ابن أبي زرع بايعوه على كره منه بقبة المنصور من قصبة مراكش وهو يومئذ في سن الشيخوخة وكان عالما فاضلا متورعا فاستقام له الأمر نحو شهرين وخطب له في جميع أعمال الموحدين ما عدا مرسية فإن ابن أخيه السيد أبا محمد عبد الله بن المنصور الملقب بالعادل كان واليا عليها وكان وزيره بها الشيخ أبا زيد بن يرجان المعروف بالأصفر وكان من دهاة الموحدين وكان المنصور رحمه الله إذا رآه يستعيذ بالله من شره ويقول ماذا يجري على يديك من الفتن يا اصفر وكان من خبره أنه لما بويع المخلوع أمر بإطلاق ابن يجارن لأنه كان محبوسا على ما عند ابن خلدون فأطلق ثم صده ابن جامع عن ذلك وأنفذ أخاه أبا إسحاق في الأسطول ليغربه إلى ميورقة فلاذ ابن يرجان حينئذ بعبد الله بن المنصور صاحب مرسية ونزل منه منزلة الوزير وأغراه بالتوثب على الأمر وشهد له أنه سمع من المنصور رحمة الله العهد له بالخلافة من بعد الناصر وقال له فيما قال إنك أحق بالخلافة من عبد الواحد أنت ولد المنصور وأخو الناصر وعم المنتصر ولك الرأي وحسن السياسة والحزم ولو دعوت الموحدين إلى بيعتك لم يختلف عليك اثنان .
وكان الناس على كره من ابن جامع وولاة الأندلس يومئذ كلهم بنو المنصور فأصغى إليه عبد الله هذا وكان مترددا في بيعة عمه فبرز إلى مجلس حكمه واستدعى من بمرسية وأعمالها من الموحدين والفقهاء والأشياخ فدعاهم إلى بيعته فبايعوه وتسمى بالعادل وكان إخوته أبو العلاء