@ 254 @ من بني باداسن ولحق ببلاد السوس وتحصن ببعض جبالها ثم حاصر تارودانت قاعدة بلاد السوس فاستولى عليها واستخدم الشبانات وذوي حسان من عرب معقل وأطاعته قبائل جزولة واستفحل أمره واستولى على بسائط السوس فوجه إليه المرتضى عدة جيوش فهزم البعض وقتل البعض ثم جاء ابو دبوس من بعد المرتضى فنهض إليه وحاصره ببعض حصونه قرب تارودانت .
ولما اشتد عليه الحصار رغب في الإقالة ومعاودة الطاعة فقبل ذلك منه أبو دبوس وأقلع عن حصاره وعاد إلى الحضرة ولما استولى بنو مرين على مراكش سنة ثمان وستين وستمائة استبد على بني يدر هذا عليهم وتملك قطر السوس واستولى على تارودانت وسائر قراه ومعاقله وأرهف حده للعرب وسامهم الهضيمة فزحفوا إليه وقتلوه في السنة المذكورة ثم توارث قطر السوس من بعده جماعة من عشيرته واستمر ملكهم عليه إلى زمان السلطان أبي الحسن المريني فغلبهم عليه وانقرض أمرهم $ رجع إلى أخبار عمر المرتضى $ .
وفي سنة اثنتين وخمسين وستمائة خرج أبو الحسن بن يعلو قائد المرتضى في جيش من الموحدين إلى تامسنا ليكشف أحوال العرب ومعه يعقوب بن شيخ بني جابر قبض عليه وعلى وزيره ابن مسلم وطير بهما إلى الحضرة معتقلين .
وفي سنة ثلاث وخمسين بعدها خرج المرتضى من مراكش لاسترجاع فاس وأعمالها من يد بني مرين المتغلبين عليها واحتفل في الاحتشاد وبالغ في الاستعداد فكان جيشه ثمانين ألف فارس من الموحدين والعرب والأغزاز وأهل الأندلس والفرنج فسار حتى نزل جبل بني بهلول قبلة فاس وكانت هيبة بني مرين وناموسهم قد تمكن من قلوب جيش المرتضى فكانوا منذ قربوا من أحواز فاس لا ينامون إلا غرارا فانطلق ذات ليلة فرس لبعض