@ 97 @ .
ولما شرع السلطان أبو ثابت في بناء مدينة تطاوين أوفد كبير الفقهاء بمجلسه أبا يحيى بن أبي الصبر إلى ابن الأحمر صاحب سبتة في شأن النزول له عن البلد وأقام هو بقصبة طنجة ينتظر الجواب بماذا يكون وفي أثناء ذلك مرض مرض موته وتوفي يوم الأحد الثامن من شهر صفر سنة ثمان وسبعمائة ودفن بظاهر طنجة ثم حمل شلوه بعد أيام إلى مدفن آبائه بشالة فووري هنالك رحمة الله عليه وعليهم $ الخبر عن دولة السلطان أبي الربيع سليمان بن أبي عامر عبد الله بن يوسف بن يعقوب بن عبد الحق رحمه الله $ .
لما هلك السلطان أبو ثابت تصدى للقيام بالأمر عمه علي بن يوسف المعروف بابن زريقاء وهي أمه وعلى هذا هو الذي قتل شيوخ المصامدة بكتاب ابن الملياني كما تقدم وخلص الملأ من بني مرين أهل الحل والعقد إلى أبي الربيع المذكور أخي أبي ثابت فبايعوه واستتب أمره فتقبض على عمه علي بن زريقاء وسجنه بطنجة فبقي مسجونا بها إلى أن هلك سنة عشر وسبعمائة وبث السلطان أبو الربيع العطاء في الناس وأجزل الصلات فأرضى الخاصة والعامة وصفا له الأمر ثم ارتحل نحو فاس واستدعى من كان بمحلة تطاوين من الجند فأقبلوا إليه وأرضاهم بالمال كذلك ولما فصل من طنجة تبعه عثمان بن أبي العلاء من سبتة في جيش كثيف ليضرب في محلته ليلا فنذر به عسكر السلطان أبي الربيع فأسهروا ليلتهم وباتوا على صهوات خيولهم فوافاهم عثمان بساحة علودان وهم على ذلك فناجزهم الحرب فهزموه وتقبض على ولده وكثير من عسكره وقتل آخرون وكان للسلطان أبي الربيع الظهور الذي لا كفاء له ووصل أبو يحيى بن أبي الصبر من الأندلس وقد أحكم عقدة الصلح مع ابن الأحمر صاحب غرناطة