@ 134 @ عبد الصمد منهم وكانت هذه المرأة قد ملكتهم وغلبت عليهم بقومها ورجالها وكان لها بنون عشرة فاستفحل أمرها بهم ولما نزل عليها الجزار المذكور وانتسب لها إلى السلطان أبي الحسن قامت بأمره وشمرت عزائمها لإجارته وحملت قومها على طاعته وشاع في الناس خبره فمن مصدق ومن مكذب وسرب السلطان أبو الحسن الأموال في قومها وبنيها على إسلامه إليه فأبت ثم نمى إليها الخبر بكذبه وتمويهه فنبذت إليه عهده وخرج عنها إلى بلاد العرب فلحق بالذواودة أمراء رياح من بني هلال ونزل على سيدهم يعقوب بن علي وانتسب له في مصل ذلك فأجاروه إن صدق نسبه وأوعز السلطان أبو الحسن إلى صهره أبي بكر الحفصي في شأن الجزار فبعث الحفصي إلى يعقوب بن علي في ذلك فأشخصه إلى السلطان أبي الحسن مع بعض حاشيته فلحق به بمكانه بسبتة يريد الجهاد فامتحنه وقطعه من خلاف وانحسم داؤه وبقي المغرب تحت جراية من الدولة إلى أن هلك في بعض السنين وأما الأمير أبو عبد الرحمن فإنه لما سجن بوجدة بقي هنالك إلى سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة فوثب ذات يوم بالسجان فقتله واتصل الخبر بالسلطان أبي الحسن فأنفذ حاجبه علان بن محمد فقضى عليه رحم الله الجميع $ أخبار السلطان أبي الحسن في الجهاد وما كان من وقعة طريف التي محص الله فيها المسلمين وغير ذلك $ .
لما فرغ السلطان أبو الحسن من شأن عدوه وعلت على الأيدي يده وانفسح نطاق ملكه دعته همته إلى الجهاد وكان كلفا به فأوعز إلى ابنه الأمير أبي مالك أمير الثغور الأندلسية سنة أربعين وسبعمائة بالدخول إلى دار الحرب وجهز إليه العساكر من حضرته وأنفذ إليه الوزراء فشخص أبو مالك غازيا وتوغل في بلاد النصرانية واكتسحها وخرج بالسبي والغنائم إلى أدنى صدر من أرضهم وأناخ بها فاتصل به الخبر أن النصارى قد جمعوا له وأنهم