@ 8 @ ذلك اختلاف الكلمة بفاس ومحاصرة منصور بن سليمان للمدينة البيضاء فتسامع الناس بخروجه ببلاد غمارة أحوج ما كانوا إليه فتسايلوا إليه من كل وجه وانفض الناس من حول منصور ومشى أهل معسكره بأجمعهم على التعبية فلحقوا بالسلطان أبي سالم واستغذوه إلى دار ملكه فأغذ السير إليها وخلع الحسن بن عمر سلطانه السعيد من الأمر لتسعة أشهر من خلافته وأسلمه إلى عمه فخرج إليه وبايعه ودخل السلطان أبو سالم البلد الجديد يوم الجمعة منتصف شعبان من سنة ستين وسبعمائة واستولى على ملك المغرب وتوافت وفود النواحي بالبيعات وعقد للحسن بن عمر على مراكش وجهزه إليها بالعساكر تخففا منه وريبة بمكانه من الدولة واستوزر مسعود بن عبد الرحمن بن ماساي والحسن بن يوسف الورتاجني واصطفى من خواصه خطيب أبيه الفقيه أبا عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق وجعل إلى أبي زيد عبد الرحمن بن خلدون صاحب التاريخ توقيعه وكتابة سره قال وكنت نزعت إليه من معسكر منصور بن سليمان بكدية العرائس لما رأيت من اختلاف أحواله ومصير الأمر إلى السلطان أبي سالم فأقبل علي وأنزلني بمحل التنويه واستخلصني لكتابته أه $ قدوم الغني بالله ابن الأحمر ووزيره ابن الخطيب مخلوعين على السلطان أبي سالم والسبب في ذلك $ .
قد قدمنا أن السلطان أبا الحجاج قتل يوم عيد الفطر بالمصلى سنة خمس وخمسين وسبعمائة وولي الأمر من بعده ابنه الغني بالله محمد بن يوسف وكان له أخ اسمه إسماعيل فجعله الغني بالله في بعض القصور من حمراء غرناطة احتفاظا به إلى أن كان رمضان من سنة ستين وسبعمائة فخرج الغني بالله إلى بعض منتزهاته خارج القصبة ولما كانت ليلة سبع وعشرين من رمضان المذكور أو ثمان وعشرين منه تسور جماعة من شيعة إسماعيل