@ 79 @ .
فأجابه أبو الحسن ابن الخطيب بقوله المصيب .
( لا أوحش الله ربعا أنت زائره % يا بهجة الملك والدنيا مع الدين ) .
( يا أحمد الحمد أبقاك الإله لنا % فخر الملوك وسلطان السلاطين ) .
ومن أخباره أيضا أن كاتبه أبا زكرياء يحيى بن أحمد بن عبد المنان دخل عليه عشاء فقال له أنعم الله صباح مولانا فأنكر السلطان ذلك وظن أنه ثمل فتفطن أبو زكرياء لما صدر منه وتدارك ذلك فأنشد مرتجلا .
( صبحته عند المساء فقال لي % ماذا الكلام وظن ذلك مزاحا ) .
( فأجبته إشراق وجهك غرني % حتى توهمت المساء صباحا ) $ الخبر عن دولة السلطان المستنصر بالله أبي فارس عبد العزيز ابن أبي العباس بن أبي سالم رحمه الله $ .
من الاتفاق الغريب أن سلطان فاس والمغرب في هذا التاريخ كان اسمه عبد العزيز بن أحمد وسلطان تونس وإفريقية كان اسمه أيضا عبد العزيز بن أحمد وكانت ولايتهما في سنة واحدة إلا أن مدة الحفصي طالت جدا .
أم هذا السلطان أم ولد اسمها جوهر صفته شاب السن ربعة من القوم أدعج العينين جميل الوجه .
لما توفي السلطان أبو العباس بن أبي سالم رحمه الله بتازا كان ابنه أبو فارس هذا بتلمسان فاستدعاه رجال الدولة منها فقدم عليهم بتازا وبايعوه بها يوم السبت التاسع من محرم سنة ست وتسعين وسبعمائة ولما تم أمره أطلق أبا زيان بن أبي حمو الزياني وكان معتقلا عنده بفاس لالتجائه إلى أبيه من قبل في خبر ليس تفصيله من غرضنا وبعثه إلى تلمسان أميرا عليها من قبله فسار إليها أبو زيان وملكها وأقام فيها دعوة السلطان أبي فارس ثم