@ 6 @ في القديم ولا وقعت بها تحليتهم في ظهائرهم ولا في سجلاتهم وصدور رسائلهم بل كانوا لا يقبلون ذلك ولا يجترئ أحد على مواجهتهم به لأنه إنما يصفهم بذلك من يقدح في نسبهم ويطعن في شرفهم ويزعم أنهم من بني سعد بن بكر كما قلنا وكثير من العامة وإخوانهم من الطلبة يعتقدون أنهم إنما سموا بذلك لأن الناس سعدوا بهم ونحو ذلك مما لا معنى له اه .
قلت وإنما نصفهم نحن بذلك لأنهم اشتهروا عند الخاصة والعامة به فصار كالعلم الصرف المرتجل مع أنه لا محذور بعد تحقيق النسب وثبوت الشرف والله تعالى يلهمنا الصواب بمنه وفضله $ الخبر عن دولة الأمير أبي عبد الله محمد القائم بأمر الله وبيعته والسبب فيها $ .
قال ابن القاضي درة السلوك لم يزل أسلاف السعديين مقيمين بدرعة إلى أن نشأ منهم أبو عبد الله محمد القائم بأمر الله فنشأ على عفاف وصلاح وحج البيت الحرام وكان مجاب الدعوة ولقي جماعة من العلماء الأعلام والصلحاء العظام في وفادته على الحرمين الشريفين أخبرني بعض الفضلاء أنه لقي رجلا صالحا بالمدينة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فأشار له بما يكون منه ومن ولديه وكان قد رأى رؤيا وهي أن أسدين خرجا من إحليله فتبعهما الناس إلى أن دخلا صومعة ووقف هو ببابها فعبرت له رؤياه بأنه سيكون لولديه شأن وإنهما يملكان الناس ثم رجع إلى المغرب وهو معلن بالدعوة فيقول في كل محفل إن ولديه سيملكان المغرب وسيكون لهما شأن من غير تردد منه ثقة بخبر الرجل الصالح وبرؤياه المذكورة فما زال إلى أن قام سنة خمس عشرة وتسعمائة اه .
وقال صاحب زهرة الشماريخ ما صورته إن سبب قيام أبي عبد الله القائم أن أهل السوس أحاط بهم العدو الكافر ونزل بجوانبهم من كل جهة حتى أظلم الجو واستحكمت شوكة البرتغال وبقي المسلمون في أمر مريج لعدم أمير تجتمع عليه كلمة الإسلام لأن بني وطاس فشلت ريحهم يومئذ