@ 414 @ .
( واسأله هل سحب الربيع رداءه % فيها وجر الفضل من هدابه ) .
( وتبسمت عنه الرياض وأفصحت % بثناء بارقة ومدح سحابه ) .
( فلقد حننت وعادني من نحوه % شجن بخلت به على خطابه ) .
وأنشدنا أبو عبد الله الخطيب قال أنشدني أبي قال أنشدني أبي قال أنشدنا أبو محمد الخفاجي لنفسه .
( يا برق طالع من ثنيه جوشن % حلبا وحي كريمة من أهلها ) .
وقال الأستاذ أبو نصر منصور بن المسلم بن أبي الخرجين الحلبي المعروف بالدميك .
( عسى مورد من سفح جوشن ناقع % فإني إلى تلك الموارد ظمآن ) .
( وما كل ظن ظنه المرء كائن % يقوم عليه للحقيقة برهان ) $ ذكر جبل بانقوسا $ .
وهو جبل ممتد قليل الإرتفاع من شرقي مدينة حلب وبينها وبين بابلى وحلب فيما بينه وبين جبل جوشن وقد كان مسكونا وفيه آثار صهاريح للماء ولم يبق من أثر بنيانه القديم غير الصهاريج ثم بني فيسفحه أبنية كثيرة جدد أكثرها في أيام الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر ثم إتصل البناء إلى سطح الجبل وبني عليه منازل كثيرة في دولة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز أعز الله أنصاره وقيل إن منبت خشب الشربين بحلب كان ببانقوسا وهو خشب السرو ومنه كانت تعمل السقوف بحلب والسقوف في آدر حلب القديمة والأنجاف من خشب الشربين ويدل على ذلك وصف الصنوبري حلب بكثرة السرو كما في قوله في القصيدة الهاشية التي يأتي ذكرها في باب مدح حلب إن شاء الله .
( أي حسن ما حوته % حلب أو ما حواها ) .
( سروها الداني كما تدنو % فتاة لفتاها ) .
وأخبرنا قاضي العسكر أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر قال كانت حلب من أكثر المدن شجرا فأفنى شجرها وقوع الخلف بين سيف الدولة بن حمدان وبين الإخشيد أبي بكر محمد بن طغج فإن الإخشيد كان ينزل على حلب