@ 343 @ عليه في صنعاء في مداواة المرضى وفيه بركة ظاهرة قل أن يداوى مريضا فلا يشفى ولم يكن ليأخذ على ذلك أجرا بل قد يسمح بأدوية لها قيمة ومقدار لكثير من الفقراء وله ما جريات في العلاجات يتواصفها الناس فمنها ما اخبرنى به بعض الثقات أن رجلا حصل معه مرض وورمت عضداه حتى صارتا في العظم والصلابة بحيث إذا غمزتا بالإصبع غمزا شديدا لا تدخل فيهما ولا يظهر لذلك أثر فذهب المخبر لى إلى صاحب الترجمة ووصف له ذلك فقال هذا المرض سببه أنه وضع قلنسوته التى تباشر رأسه وتتلوث بالعرق فلدغتها عقرب فصار فيها شيء من السم ثم وضع بعد ذلك القلنسوة على رأسه وعرق فتنزل ذلك في مسام الشعر واحتقن بالعضدين فهو لا شك ميت فكان الأمر كما ذكره من موت ذلك المريض .
وله من ذلك عجائب وغرائب مع أنه لم يأخذ علم الطب عن شيوخ مشهورين بل كانت فايدته بالمطالعة والتجريب المتكرر والممارسة ولم يخلف بعده مثله بحيث كثر تأسف الناس عليه ومن جملة ما اتفق باطلاعي أنه حصل مع الوالد رحمه الله انتفاخ في البطن وتقلص شديد فكتبت إلى صاحب الترجمة أصف له ذلك فأجاب أنه يحسن أن يشرب ماء ورد بعد أن يخلط به بزر قطنا فعجبت من ذلك وقلت في نفسى هذا الدواء انما يصلح لمن كان محرورا وانتفاخ البطن لا يكو إلا من البرودة وهممت أن لا أظهر ذلك للوالد فزاد مرضه حتى خشيت عليه أن يموت فعرفته بما وصفه صاحب الترجمة من الدواء فاستدعاه وشربه فشفى من ساعته وذهب أثر الانتفاخ مع أن عمره حينئذ في نحو السبعين سنة ومات صاحب الترجمة في غرة شهر رجب سنة 1201 إحدى ومائتين وألف