@ 243 @ مؤلفات منها مقاليد الاسانيد ذكر فيه شيوخه المالكيين وأسماء رواة الامام أبى حنيفة وفهرست البابلى وكانت وفاته يوم الاربعاء لست بقين من رجب سنة ثمانين بعد الالف ودفن بالحجون عند قبر الاستاذ المشهور الشيخ محمد بن عراق .
عيسى بن محمود بن محمد بن محمد بن كنان الحنبلى الصالحى الدمشقى الخلوتى خليفة شيخنا وأستاذنا السيد محمد بن محمود العباسى روح الله تعالى روحه كان من صلحاء الزمان وفضلائه ورعا عابداً زاهدا فى الدنيا قانعا بما قدر له ساكنا عليه سيما الصلاح ولد بصالحية دمشق وبها نشأ ولما بلغ سبع سنين من عمره حفظ القرآن ثم لما بلغ العشر سافر مع والده إلى مصر وعاد إلى دمشق ثم سافر اليها ثانيا وحده وطلب العلم على مشايخ أجلاء منهم الشيخ مرعى البهوتى الغزى والنور الشبراملسى والشيخ محمد الخلوتى والشمس البابلى والشهاب أحمد الشوبرى والشيخ سلطان وغيرهم وكان مغرما بزيارة الاولياء والصالحين سيما الامام الشافعى وكان اذا جلس يقرأ عنده بين القراء يتعجبون منه لحسن تأديته وفصاحته مع كمال لطفه وجميل سيرته وحكى أنه تردد مرة فى آية وهو يقرأ عنده وسكت ففتح عليه الامام الشافعى من داخل القبر ثم رجع الى دمشق فى سنة خمس وخمسين وألف واجتمع بالشيخ الولى الشيخ منصور المحلى الصابونى وقطن عنده بجامع الصابونية يقرأ القرآن استظهارا وكان الشيخ منصور يحبه محبة كلية وكان فى بعض الاوقات يطرقه الحال والشوق فيخرج هائما على وجهه يذور فى البرارى والقفار يدخل بيروت وصيدا ويزور جبل لبنان ومعه ركوة وعكازة ومرقعة ويأكل من الحشيش ويشرب من عيون الارض ربما كلمه بعض الوحوش ثم يعود الى زاوية الشيخ منصور وحج مرارا على التجريد ماشيا امام الحاج لا يعول على مركوب ولا خيمة ولا يطلب من أحد شيئا ان حصل له شئ أكل والا طوى وكان كثيرا ما يرى النبى & وقال له مرة مرحبا مرحبا بفلان باسمه ولم يزل على هذا الحال بعد موت الشيخ منصور حتى وصل الى شيخنا العارف بالله تعالى السيد محمد العباسى فأخذ عليه الطريق ولم يزل عنده فى أعلى مكانة حتى برع فى طريق القوم وأشار اليه بالخلافة بعده فوليها وكانت تظهر له كرامات وأحوال منها انه أخبر بموت انسان قيل موته بأيام فكان كما قال وكان له نزاهة وعفة واتفق ان رجلا أعطاه مائة قرش هبة وأشهد على ذلك ثم بعد أيام شحت نفسه بها فطلبها منه ففى الحال