ـ(35) ـ
غير واقعي، بل هو غير منطقي، وإنما لابد من وضع المنهج على أساس احترام آراء الآخرين من أصحاب المذاهب وممارساتهم العبادية والشخصية أولا، وتوحيد مناهج البحث وأساليب النقاش والنقد بعيداً عن النوايا والظنون والشبهات ثانياً.
وسوف نطرح في آخر هذا البحث المنهج الذي نراه صحيحا وقادرا على معالجة موضوع الوحدة في هذا المجال.
الخامس: توحيد النظرة الكلية إلى صيغة الحكم الإسلامي ودوره في الحياة السياسية والإنسانية، بحيث لا يكون هناك تناقض في الصيغ المطروحة للحكم، كما هو الحال في معالجة هذا الجانب في العالم الديمقراطي، فإنه بالرغم من وجود صيغ متعددة في بلدان العالم الديمقراطي ولكنها متفقة في أساسيات ومقومات النظرة الكلية للحكم تشترك فيها كل هذه الصيغ، ويتفق عليها الديمقراطيون. والنظرية الإسلاميّة من خلال تراثها الشرعي وتجاربها الطويلة قادرة على استيعاب الصيغ المتعددة منها.
ولا شك أن الأمة الإسلاميّة في مجال توحيد الموقف السياسي تحتاج إلى قيادة واحدة مركزية يمكن أن تبرز من خلال حركة الواقع العملي عندما تتوفر ظروف هذه الوحدة وتتحقق مستلزماتها.