ـ(198)ـ
كتداعي الأكلة على قصعتها ففرّقت كلمتها، وشتت أمرها، وأكلت خيرها، ومزقتها إلى أشلاء متناثرة يضرب بعضها رقاب بعض.
وأحيّي تلك الأنفس العظيمة التي عرفت الله ربها فأطاعته، وعرفت رسولها فاتبعته، وعرفت مسؤوليتها تجاه أمتها فحرصت على جمع الكلمة وتوحيد الصفوف، ونبذ الفرقة والأنانية وحب الذات، وحرصت على أن تشتغل بمهام الأمور.
وإني لأشكر كل من ساهم في إحياء هذه الفكرة ـ فكرة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة ـ من العلماء والمثقفين المخلصين، من مختلف طوائف هذه الأمة، وعلى رأسهم سماحة السيد القائد آية الله العظمى علي الخامنئي حفظه الله، راجياً أن تكون فاتحة خير في سبيل لَمّ شمل الأمة وتوحيد كلمتها، وتضميد جراحها وبث روح المحبة والإخاء بين أبنائها، في أجواء يسودها روح الإخاء والنصح والإخلاص. يتمكن فيها كل فردٍ منا من طرح رأيه وإبداء وجهة نظره فيما يقرب بين طوائف هذه الأمة ويزيح الحواجز التي حالت دون توحدها ونهوضها، واستعادة مجدها وكرامتها، والوقوف في وجه عدوها.
وعندما تصفو النفوس وتسمو الهمم تبتعد عن اتباع الهوى الذي يضل عن سبيل الله، وتتطلع إلى ما فيه عزتها وتتلاشى الخلافات المذهبية، فتنطلق الأمة نحو تحقيق العدل فيما بينها والاهتمام بالقضايا الكبيرة التي تهمها قال تعالى: [إن هذه أمتكم أمة واحدةً وأنا ربكم فأعبدون](1).
______________________
* ـ الأنبياء: 92.