ـ(30)ـ
أو فئة من الناس، وأولى بالمسلم بدل أن يدعو أخاه المسلم إلى مذهبه ـ والمذاهب الصحيحة كلها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ملتمسة ـ أن ينشر الإسلام وفضائله، عقيدة وشريعة بين غير المسلمين.
والأزهر ينكر على هؤلاء ـ الذين يجاهدون في غير عدو ـ صفتهم. فليس للمسلم الشيعي أن يطلب إلى المسلم السني ترك مذهبه الشافعي أو الحنفي أو المالكي أو الحنبلي، ليتابعه على المذهب الشيعي، وليس للسني ـ أيضاً ـ ذلك الصنيع، وما دام الكل من المسلمين فعليهم أن يكونوا أخوة وأن يعملوا على نشر الإسلام بين غير المسلمين، ويكفوا عن توسيع شقة الخلاف والفرقة بين صفوف الأمة وعن اتخاذ المذاهب الإسلاميّة الفقهية مذاهب سياسية للدول، فإن المسلمين الأوائل لم يفعلوا ذلك، لأنه يتناقض مع قوله تعالى: [وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون](1).
______________________
1 ـ سورة المؤمنون: 52.