/ صفحه 68 /
أن يخاطب أخاه البعيد عنه، وسمعه ويراه دون أن يكون بينهما أي واسطة، كما نفعل نحن الآن بواسطة التليفزيون، لما صدقك أحد.
ومع ذلك فثمة أمران اعتقد شخصياً أنهما وشيكا الوقوع خلال حياتنا إن قدر لنا فيها بقية من الأجل.
الامر الاول: يتلخّص في أن الناس سوف تستطيع السفر بطائرات لم نألفها تتسع الواحدة منها لآلاف الأشخاص حول الأرض عند خط الاستواء مثلاً، حيث يبلغ محيط الأرض أقصاه، بحيث تسافر الطائرة حول الارض لتصل إلى النقطة التي بدات منها المسير في زمن مقداره 24 ساعة، وهو الزمن اللازم لدوران الأرض حول محورها دورة كاملة، وفي هذه الطائرة سوف لا يتغير الوقت على المسافرين، فإذا بدأوا رحيلهم الساعة 12 ظهراً فستظل الساعة عندهم 12 دائماً وذلك لمواجهتهم الشمس بزاوية ثابتة لا تتغير، فلا عصر هناك لهؤلاء القوم، ولا مغرب ولا عشاء، إنما يساعد على تحقيق مثل هذه الطائرة الجبارة في حجمها وفي سرعتها عدم حاجتها لحمل هذا الوزن الثقيل من الوقود.
الامر الثاني: أنه قد يصبح الصعود إلى القمر أقرب الأجرام السماوية لنا في متناول العصر النووي، رغم علمنا ببعده عنا مسافة تبلغ حوالي أربعمائة ألف كيلومتر أي حوالي أربعين ضعفاً للمسافة بيننا وبين نيويورك بل ثمة اعتبارات علمية رغم عدم وجود الهواء في هذا السيار، تجعل احتمال العودة منه في العصر النووي أمراً غير مستحيل.
كل هذا قد يحدث، وقد يحدث بعضه سريعاً، ولكن الذي أرجو، أن تتطور الأخلاق نحو الفضائل ويتطور الإنسان نحو الكمال، فيحب السلام ويعمل للسلام، ويحب الحياة ويعمل من أجلها، وهذا وذاك رهن بتصرفاتنا، وموقوف على درجة إدراكنا للأمور.
عند ذلك يأتي عصر النواة مسرعاً الينا، ليكون عصر سعادة وهناء، لا عصر شقاء وفناء.