/ صفحة 83 /
ونظرة سريعة إلى الجزء الذي ترجم فيه السخاوى لشهيرات القرن التاسع الهجري من كتابه (الضوء اللامع) يتجلى منها للباحث ازدحام الكتاب بأخبار ربات العلم، ويعجب للعد الكبير الذي تتلمذ عليه السخاوى استماعاً أو قراءة؛ ويمكن القول أن أشياخ السخاوى من النساء، قد زدن على الخمسين، اجازه منهن قرابة خمسة وعشرون شيخة.
ويلاحظ أن اشتغال المرأة بالعلوم التجريبية كان في حكم العدم، فلم أعثر في مراجع هذا المقال على كثير أو قليل من المشتغلات بهذه العلوم، وكل ما هنالك محاولات للاشتغال بالطب تنحصر في مزاولة الكحالة، على أن محترفات هذه الصنعة قليلات جداً، لا يتجاوزون عدد الأصابع. وإذن فلم يكن هناك منفذ للرغبة في التعلّم إلا في العلوم الشرعية.
واستمرت حال المرأة على هذا النحومن الانتظام والسعي في تحصيل العلوم، إلى أن حل بالشرق الأدنى ما عكر صفوه، وقلب أوضاعه من جديد، حين بدأ النزاع بين الأتراك العثمانيين بآسيا الصغرى والصفويين ببلاد فارس والمماليك بمصر والشام على السيادة على ذلك الشرق، ثم انتهى الأمر بغلبة العثمانيين، ولكن هؤلاء كانوا أكثر ميلا إلى الحياة العسكرية منهم إلى الحياة المدنية الرفيهة، ولذلك اختفى على أيديهم ما نما وترعرع على أيدي سابقيهم، إلى أن ظهر عامل جديد في الميدان تأثر الشرق به، وهو النهضة الأوروبية الحديثة.
تصويب: في صحيفة 23 سطر 17 من هذا العدد وقع تحريف في الآية الكريمة وصحتها: (قل أن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم...) الآية، فنرجومن حضرات القراء ملاحظة ذلك.