/ صفحة 137 /
وقوى أملي في المستقبل، لأني أعرف أن الأمم إنما تنهض ويعلو شأنها بأبنائها العاملين المخلصين الذين هبوا أنفسهم للخير والفضيلة والمعاني الشريفة، وإن ما أشرتم إليه من محبة إخواني وأبنائي المسلمين وثقتهم في؛ لجدير بأن يحفزني إلى مضاعفة الجهد في خدمة الأمة والعمل على ما يسعدها ويقويها حتى أكون عند حسن ظنهم، وأسأل الله تعالى أن يعينني على أداء واجبي لديني وأمتي ابتغاء وجهه الكريم.
أما الأسئلة التي تريدون توجهها إلى فأرجو أن تودعوها مكتبي كي أدرسها وأدلي برأيي فيها، ولعها أسئلة بعيدة عن السياسة.
قال حضرة الزائر:
وهل يفرق الإسلام بين الدين والسياسة?.
فأجابه فضيلته:
لا، إن الإسلام لا يفرق بين الدين والسياسة، ولكنه لا يمنع من أن يكون للسياسة رجال يختصون بها، وفي الأمة والحمد لله رجال مرنوا على السياسة، وعرفوا حقائقها ودخائلها، واكتسبوا فيها ملكة صاروا بها قادرين على مواجهة تياراتها، والموازنة بين وجوهها المختلفة:
قال حضرته: إنهم في الباكستان يتجادلون في هذه المسألة، ويرى بعضهم أنه لا ينبغي أن ندخل الدين في السياسة، وينقدون من يفعل ذلك، فهل مشيخة الأزهر الجليلة على هذا الرأي?.
فأجاب فضيلته قائلاً: إن دخول شيء في الدين أو عدم دخوله فيه ليس إلى أحد من الناس، فإن الدين هو تشريع الله، ولكن هناك أمران يجب التمييز بينهما.
أحدهما: هل السياسة مما جاء به الدين فله فيها تشريع ذو أحكام وآداب?
والثاني: إذا كان الجواب (نعم) فهل يمنع الدين أن يكون لها رجال مختصون بها كما أن للعلم رجاله، وللطب رجاله، وللصناعات رجالها?.
والواقع أن الإسلام قد تناول بتشريعه وأحكامه كل ما يصلح الأمة ويكفل