/ صفحة 384/
الاتباع والتقليد، ولكن على أنه رواية صحيحة صادقة لا شك فيها عن النبي، واذكان ذلك هو مذهبهم، الذي عليه سلفهم وخلفهم، فانه مما لايتفق ومنطقه أن يعملوا على ادماج المذاهب بعضها في بعض، أو على نصر مذهب منها على مذهب وتعطيل ما سواه، فالمذاهب كلها لديهم سواء، وكل ما جاء فيها فهو في نظرهم أقوال لقائليها، وصلو إليها باجتهادهم، فما وجدوه صحيحاً قبلوه، وما لم يكن كذلك في نظرهم عذروا قائليه، وابتعوا ما أداهم إليه اجتهادهم.
* * *
من هذا يتبين أن دعوة التقريب ليست بدعا في الدين، ولا حدثا في العلم وإنّما هي تجديد وتنظيم لامر وفاق مع شريعة الحكمة والرحمة: أن نأتلف حول أصول ديننا، ولا نتفرق كما تفرق الذين من قبلنا، وأن يكون خلافنا فيما وراء ذلك خلاف المنصفين المهذبين ((الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الالباب)) .