/ صفحه 214/
سمعت أبازرعة يحدث عن أبي هريرة عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أنه قال: يهلك أمتي هذا الحي من قريش قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال لو أن الناس اعتزلوهم، قال عبدالله: قال لي أبي في مرضه الذي مات فيه، اضرب على هذا الحديث فإنه خلاف الأحاديث عن النبي(صلى الله عليه وسلم) يعني قوله: اسمعوا وأطيعوا اصبروا.
وروي الإمام أحمد، حدثنا يزيد قال أخبرنا رجل ((والرجل كان يسمى في كتاب عبدالله بن أحمد، عمرو بن عبيد)) حدثنا أبو رجاء العطاردي عن عمران بن حصين قال: ماشبع آل محمد(صلى الله عليه وسلم) من خبز مأدوم حتى مضى لو جهه.
قال عبدالله. وكان أبي قد ضرب على هذا الحديث في كتابه، فسألته وحدثني به، وكتب عليه صح صح قال: إنما ضرب أبي على هذا الحديث لأنه لم يرض الرجل الذي حدث عنه يزيد.
قال الإمام الحافظ أبو موسى المديني: قد روي لابنه الحديث لكنه ضرب عليه في المسند لأنه أراد ألا يكون في المسند إلا الثقات، ويرويك في غير المسند عمن ليس بذاك(1).
وقول أبي موسى المديني في كتابه: أراد ألا يكون في المسند إلا الثقات غير صحيح; والنظر إلى القائمة التي أفردتها لرجاله الضعفاء والمجهولين والمتروكين يرد على ذلك. وأعدل الأقوال هو قول ابن تيمية السابق: إنه لا يروي عمن يعرف أنه يكذب ويروي عمن يضعف لسوء حفظه، وأبو موسى نفسه يروي ما يتناقض مع قوله السابق على لسان الإمام أحمد في كتابه خصائص المسند، قال الإمام أحمد: قصدت في المسند الحديث المشهور، وتركت الناس تحت ستر الله تعالى، ولو أردت أن أقصد ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء.

ــــــــــ
من كتاب خصائص المسند أنظر جـ 1 من المسند بتحقيق الشيخ شاكر.

وأما قول ابن الجوزي بأن فيه أحاديث موضوعه فقد وجد من العلماء من يذب هذا القول، وهو الحافظ ابن حجر في كتابه: القول المسدد في المذب عن مسند الإمام أحمد ـ وقد وقع حديث من مسند عبدالله بن عمرو بن العاص ضمن قائمة ابن الجوزي، وقد ناقشته في موضعه، وهو حديث ((لا يدخل الجنة منان ولا عاق والديه ولا مدمن خمر)).