ـ(137)ـ
والاقتصادية لسد حاجات الأمة وتوطيد مبدأ الاكتفاء الذاتي من خلال سوق إسلامية مشتركة ورأسمال مشتركة يجنب الأمة شراك الاحتكارات الدولية وابتزاز القوى الكبرى التي حولت رغيف الخبز إلى مادة ستراتيجية في مجال الابتزاز والقهر السياسي وفرض الشروط على الشعوب.
4 ـ ولادة مؤسسات ثقافية تستجيب لحاجات الأمة ومتطلباتها وتحصنها من عواصف الغزو الثقافي والاختراق الحضاري شريطة أن تدار تلك المؤسسات من قبل حملة الهم الإسلامي وأصحاب الوجدان الحرّ وليس من قبل موظفين حكوميين يرتزقون في تلك المؤسسات ويلتزمون بالخط الذي ترسمه الحكومات وفقاً لمصالحها وأهوائها ورؤاها.
5 ـ وأخيرا وليس أخراً تنقية الأجواء مما يعكرها من تعصب قومي أو مذهبي أو إقليمي والانطلاق من فهم للمبادئ التي تصلح بالأساس أن تكون قواسم مشتركة للفهم والعمل ومن ثم الارتفاع إلى مستوى التحدي والى مستوى الأحداث والطموح وترجمة ذلك من خلال انبثاق أمانة عامة تتفرع عنها لجان عمل تجعل الأهداف العليا والقواسم المشتركة والتفاهم والإيجابية خطوط حمراء لا يمكن بحال من الأحوال تجاوزها أو التخلي عنها مهما كانت الضرورة والتنوعات وبالشكل الذي يوسع الأفق ليستوعب كلّ الرؤى والألوان المختلفة فيضمها في طيف إسلامي متجانس يجعل مرضاة الله ومصلحة الإسلام والأمة الإسلاميّة فوق كلّ حساب ويتعامل مع الواقع بروح مسؤوله وبرؤية موضوعية شاملة تحتضن كلّ مالا يتنافى وروح الشريعة ومكونات الشخصية الحضارية والثقافية للأمة، ومسؤولية كهذه تحتاج إلى طول نفس وبرنامج عمل تتعاضد على تحقيق مفرداته وتنفيذ بنوده أجيال من المخلصين لأنه ليس فورة انفعال ولاردة فعل متشنجة وإنما هو مشروع حضارة يستدعي توظيف كلّ القوى والخيرات والإمكانات وتوفير كلّ شروط النجاح والديمومة والبقاء.
والله يتولى الصالحين.