وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتكرير فعل ( انقلبوا ) بقوله ( انقلبوا فاكهين ) من النسج الجزل في الكلام كان يكفي أن يقول : وإذا انقلبوا إلى أهلهم فكهوا أو وإذا انقلبوا إلى أهلهم كانوا فاكهين . وذلك لما في إعادة الفعل من زيادة تقرير معناه في ذهن السامع لأنه مما ينبغي الاعتناء به ولزيادة تقرير ما في الفعل من إفادة التجدد حتى يكون فيه استحضار الحالة . قال ابن جني في كتاب التنبيه على إعراب الحماسة عند قول الأحوص : .
فإذا تزول تزول عن متخمط ... تخشى بوادره على الأقران محال أن تقول إذا قمت قمت وإذا أقعد أقعد لأنه ليس في الثاني غير ما في الأول أي فلا يستقيم جعل الثاني جوابا للأول . وإنما جاز أن يقول فإذا تزول تزول لما اتصل بالفعل الثاني من حرف الجر المفاد منه الفائدة ومثله قول الله تعالى ( هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا ) ولو قال : هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم لم يفد القول شيئا لأنه كقولك الذي ضربته ضربته والتي أكرمتها أكرمتها ولكن لما اتصل ب ( أغويناهم ) الثانية قوله ( كما غوينا ) أفاد الكلام كالذي ضربته ضربته لأنه جاهل . وقد كان أبو علي امتنع في هذه الآية مما أخذناه غير أن الأمر فيها عندي على ما عرفتك أه .
وقد مضى ذلك في سورة القصص وفي سورة الفرقان .
و ( فاكهين ) اسم فاعل فاكه وهو من فكه من باب فرح إذا مزح وتحدث فأضحك والمعنى : فاكهين في التحدث عن المؤمنين فحذف متعلق ( فاكهين ) للعلم بأنه من قبيل متعلقات الأفعال المذكورة معه .
وقرأ الجمهور ( فاكهين ) بصيغة الفاعل . وقرأ حفص عن عاصم وأبو جعفر ( فكهين ) بدون ألف بعد الفاء على أنه جمع فكه . وهو صفة مشبهة وهما بمعنى واحد مثل فارح فرح . وقال الفراء : هما لغتان .
A E وجملة ( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون ) حكت ما يقوله الذين أجرموا في المؤمنين إذا شاهدوهم أي يجمعون بين الأذى بالإشارات وبالهيئة وبسوء القول في غيبتهم وسوء القول إعلانا به على مسامع المؤمنين لعلهم يرجعون عن الإسلام إلى الكفر أم كان قولا يقوله بعضهم لبعض إذا رأوا المؤمنين كما يفكهون بالحديث عن المؤمنين في خلواتهم وبذلك أيضا فارق مضمون الجمل التي قبلها مع ما في هذه الجملة من عموم أحوال رؤيتهم سواء كانت في حال المرور بهم أو مشاهدة في مقرهم .
ومرادهم بالضلال : فساد الرأي . لأن المشركين لا يعرفون الضلال الشرعي أي هؤلاء سيئوا الرأي إذ اتبعوا الإسلام وانسلخوا عن قومهم وفرطوا في نعيم الحياة طمعا في نعيم بعد الموت وأقبلوا على الصلاة والتخلق بالأخلاق التي يراها المشركون أوهاما وعنتا لأنهم بمعزل عن مقدرة قدر الكمال النفساني وما همهم إلا التلذذ الجثماني .
وكلمة ( إذا ) في جملة من الجمل الثلاث ظرف متعلق بالفعل الموالي له في كل جملة .
ولم يعرج أحد من المفسرين على بيان مفاد جملة ( وإذا رأوهم قالوا أن هؤلاء لضالون ) مع ما قبلها . وقال المهايمي في تبصرة الرحمان " وإذا رأوهم يؤثرون الكمالات الحقيقية على الحسية " فقدر مفعولا محذوفا لفعل ( رأوهم ) لإبداء المغايرة بين مضمون هذه الجملة ومضمون الجمل التي قبلها وقد علمت عدم الاحتياج إليه ولقد أحسن في التنبيه عليه .
وتأكيد الخبر بحرف التأكيد ولام الابتداء لقصد تحقيق الخبر .
وجملة ( وما أرسلوا عليهم حافظين ) في موضع الحال أي يلمزوهم بالضلال في حال أنهم لم يرسلهم مرسل ليكونوا موكلين بأعمالهم فدل على أن حالهم كحال المرسل ولذلك نفي أن يكونوا أرسلوا حافظين عليهم فإن شدة الحرص على أن يقولوا : إن هؤلاء لضالون كلما رأوهم يشبه حال المرسل ليتتبع أحوال أحد ومن شأن الرسول الحرص على التبليغ .
والخبر مستعمل في التهكم بالمشركين أي لم يكونوا مقيضين للرقابة عليهم والاعتناء بصلاحهم .
فمعنى الحفظ هنا الرقابة ولذلك عدي بحرف ( على ) ليتسلط النفي على الإرسال والحفظ وعنى الاستعلاء المجازي الذي أفاده حرف ( على ) فينتفي حالهم الممثل .
وتقديم المجرور على معلقه للاهتمام بمفاد حرف الاستعلاء وبمجروره مع الرعاية على الفاصلة .
وأفادت فاء السببية في قوله ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ) أن استهزاءهم بالمؤمنين في الدنيا كان سبب في جزاءهم بما هو من نوعه في الآخرة إذ جعل الله الذين آمنوا يضحكون من المشركين فكان جزاء وفاقا