وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 106/
وإذن إسلامهم المتعدد والمفترق بعضه عن بعض حينئذ هو بمثابة تعدد الكنيسة في المسيحية لأنه لا جامعة تجمعهم باسم الإسلام إلا الاعتقاد بوحدة الله وبشخص محمد.
وعن هذا التعدد في التطبيق العملي إذا تحدث فريق من البلاد الإسلامية ـ كما يتحدث العرب مثلا عن القومية العربية في نطاق البلاد الإسلامية كلها ـ فهو حديث عن أمل، سيظل أيضاً أملا دون أن يقع.
وإذن: فالسعي نحو وحدة إسلامية أو تكتل إسلامي، أو السعي نحو قومية معينة داخل إطار البلاد الإسلامية ـ هو سعي في غير طائل.
ومما يؤسف له أني سمعت هذه النتائج بعينها في ندوة سياسية بشر بها ممثل لدولة قامت حديثاً تحت ضغط ظروف معينة في الشرق العربي. وكان المتحدث هو قنصل هذه الدولة، وكان مكان الندوة هو اتحاد الطلاب بجامعة ما كجيل بمونتريال.
ولو أن الأستاذ Grunebaum أراد أن يتخذ من ظواهر الجماعة الغربية في تطورها ظواهر لقانون عام يطبق على الجماعات البشرية كلها بدون استثناء ـ لترقبنا في الشرق الاسلامي أن تعقب الحركة العلمية فيه، أو أن تصحبها، ظاهرة الإلحاد واللادينية كما هي نتائج التفكير العلمي الذي ساد أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. فاللادينية أو الإلحاد الآن في الحضارة الغربية قوة وسياسة وعقيدة تنافس ما بقي من مظهر الإيمان المسيحي فيها.
وإذن قيام باكستان كدولة على أساس الإسلام هو ضد القانون التاريخي الذي لا تشذ عنه جماعة إنسانية.
هذا هو منطق هذه الكلمة.
وثانياً: بينما استصحب معه ظواهر التطور في الجماعة الغربية في صلتها بالدين المسيحي أغفل ما في الجماعة الشرقية الإسلامية من عوامل أخرى، عوامل لو روعيت في الحكم عليها لتغير الأمر في أن تبقي الوحدة الإسلامية في حدود الأمل والخيال، وفي بقاء الإسلام كتصورات ذهنية فحسب.