وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 119/
مواقف لابد لنا من أن نقفها في بعض ما احتوت عليه هذه السورة ضمن ما عرضته من تلك الأساليب الأربعة.
الحساب والجزاء: سؤال الرسل والمرسل إليهم:
والموقف الأول في السؤال والوزن، وبعبارة أخرى، في الحساب والجزاء.
ولعلنا نذكر أن السورة وهي بصدد التخويف بعذاب الآخرة، جاء فيها قوله تعالى " فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين، فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين، والوزن يومئذ الحق، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ".
وقد نبهت هذه الآيات إلى الحساب والجزاء عن طريق السؤال والوزن، وأرشدت فيما يختص بالسؤال إلى أن الأمم الذين أرسل إليهم، وبلغتهم دعوة الله عن طريق رسله الكرام، يسألون عن الرسل، وعن تبليغهم إياهم، وعما أجابوا به من تصديق أو تكذيب، وعما عملوا من خير مطلوب، أو شر منهى عنه. وكذلك أرشدت إلى أن الرسل أنفسهم يسألون عن تبليغهم لأقوامهم وعن إجابة الأقوام لهم وموقفهم منهم، والسؤال للجانبين قد كثر ذكره في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى " يا معشر الجن والإنس، ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي. وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ " وقوله " ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين؟ " وقوله " يوم يجمع الله الرسل، فيقول ماذا أجبتم؟ " وقوله " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيداً؟ " وهكذا نجد كثيراً من الآيات تتحدث عن سؤال الرسل وسؤال الأمم، والذي يهمنا هنا، أن نقرر أن هذا السؤال لم يكن سؤال استفهام ولا استخبار، وإنما هو سؤال تبكيت وتنديد، فليس في السائل مظنة أن يجهل، ولا في المسئول مظنة أن ينكر ـ هو تصوير لما يكون من شعور المذكبين بتكذيبهم، وشعور المرسلين بتبليغهم، وهو نوع من تسجيل الحجة على من أنكرها وأعرض عنها في الوقت الذي كان يجديه الإقبال عليها والإيمان بها، وهو نوعه من زيادة الحسرة، وقطع الآمال