وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/صفحة 208/
عزوجل: " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودي، وقيل بعداً للقوم الظالمين " يئسوا مما طمعوا فيه، وعلموا أنه ليس بكلام مخلوق.
وهذا النص يعطينا أن فصحاء قريش طمعوا في معارضة القرآن، وأعدوا أنفسهم لها واستعانوا عليها بالأسباب التي توهموها معينة على بلوغ الغاية غير أن في آخر النص ما يشككنا في أوله، ذلك أن انقطاع قريش عند هذه المحاولة لما سمعوا الآية السالفة الذكر يوهم أن ما سبق من آيات القرآن على هذه الآية لم يكن كافيا ً لأن يقطع طمع قريش وأن في هذه الآية من روائع البلاغة ما ليس فيما تقدمها من آيات. . . وهو كلام ـ في رأيي ـ مدخول قصد به إلى أيهام أن نهاية الإعجاز تتحقق في بعض الآي دون بعض، ثم جازت هذه الخدعة على المؤلفين من أصحاب النيات السليمة والإيمان الصحيح فرووها دون أن يتنبهوا إلى ما تحمل في طياتها من مغزي غير لائق بجلال القرآن الكريم جملة وتفصيلا. ثم هل بلغ البله من قريش أن يغفلوا عن أن البيان سليقة وطبيعة، وأنه لا حاجة إلى هذه (المظاهرة) ويستعينوا بلباب البر وسلاف الخمر ولحوم الضأن. . . كأن هذا الطعام وهذا الشراب مما يولد في اللسان بيانا لم يكن فيه. . . ولو أن قريشاً أرادت معارضة القرآن لكان لها من سلائقها وطبائعها ما يعينها على ذلك لو كان ممكنا.
والحق عندي ما يقوله الجاحظ عن المعارضة: " ولم يرم ذلك خطيب ولا طمع فيه شاعر ولو طمع فيه لتكلفه ولو تكلفه لظهر ذلك، ولو ظهر لوجد من يستجيده ويحامي عليه ويكابر فيه ويزعم أنه قد عارض وقارب وناقض ".
أما ما ورد عن مسيلمة وأشباهه من المتنبئين ومدعي الفصاحة. فقد رفض العلماء أن يكون ذلك داخلا في باب المعارضة لأن حدها السابق لا ينطبق عليه.
وبعض العلماء تناول هذه المعارضات بالنقد والتجريح وبيان ما فيها من ضعف وتهافت، وهم بذلك يسلمون بورودها عن مسيلمة ومن إليه.
وقد كنت ـ وما زلت ـ أعتقد أن هذه المعارضات ـ إن صحت تسميتها بذلك ـ