معه فبات نائما وبت قائما وأصبح مفطرا وأصبحت صائما ففعل ذلك ثلاث ليال فقلت له : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال فيك : إنك من أهل الجنة فأخبرني ما عملك ؟ فائت الذي أخبرك حتى يخبرك بعملي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ائته فمره أن يخبرك فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وآله يأمرك أن تخبرني .
قال : أما الآن فنعم فقال : لو كانت الدنيا لي فأخذت مني لم أحزن عليها ولو أعطيتها لم أفرح بها وأبيت وليس في قلبي غل على أحد قال عبد الله : لكني والله أقوم الليل وأصوم النهار ولو وهبت لي شاة لفرحت بها ولو ذهبت لحزنت عليها والله لقد فضلك الله علينا فضلا بينا " .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ألم تر إلى الذين نافقوا قال عبد الله بن أبي بن سلول ورفاعة بن تابوت وعبد الله بن نبتل وأوس بن قيظي وإخوانهم بنو النضير .
وأخرج ابن إسحق وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس أن رهطا من بني عوف بن الحارث منهم عبد الله بن أبي بن سلول ووديعة بن مالك وسويد وداعس بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا وتمنعوا فإنا لا نسلمكم وإن قوتلتم قاتلنا معكم وإن خرجتم خرجنا معكم فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا وقذف الله الرعب في قلوبهم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة ففعل فكان الرجل منهم يهدم بيته فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به فخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : قدأسلم ناس من أهل قريظة والنضير وكان فيهم منافقون وكانوا يقولون لأهل النضير : لئن أخرجتم لنخرجن معكم فنزلت فيهم هذا الآية ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الآية .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : ألم تر إلى الذين نافقوا قال : عبد الله بن أبي سلول ورفاعة بن تابوت وعبد الله بن نبتل وأوس بن قيظي يقولون لإخوانهم قال : النضير بأسهم بينهم شديد قال : بالكلام تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قال : المنافقون يخالف دينهم دين النضير كمثل الذين من قبلهم قريبا قال : كفار قريش يوم بدر