النضير تقاتل قريظة وحلفاءها فيغلبونهم ويخربون الديار ويخرجون منها فإذا أسر الرجل من الفريقين كليهما جمعوا له حتى يفدوه فتعيرهم العرب بذلك فتقول كيف تقاتلونهم وتفدونهم فيقولون أمرنا أن نفديهم حرم علينا قتلهم فتقول العرب فلم تقاتلونهم فيقولون نستحيي أن يستذل حلفاؤنا فعيرهم الله D فقال .
ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم الى قوله أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فكان إيمانهم ببعضه فداءهم الأسارى وكفرهم قتل بعضهم بعضا .
قوله تعالى تظاهرون قرأ عاصم وحمزة والكسائي تظاهرون وفي التحريم تظاهرا بتخفيف الظاء وقرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو وابن عامر بتشديد الظاء مع إثبات الألف قال أبو علي من قرأ تظاهرون بتشديد الظاء أدغم التاء في الظاء لمقاربتها لها فخفف بالإدغام ومن قرأ تظاهرون خفيفة حذف التاء التي أدغمها أولئك من اللفظ فخفف بالحذف والتاء التي أدغمها ابن كثير هي التي حذفها عاصم وروي عن الحسن وابي جعفر تظهرون بتشديد الظاء من غير ألف فالتظاهر التعاون قال ابن قتيبة وأصله من الظهر فكأن التظاهر أن يجعل كل واحد من الرجلين أو من القوم الآخر ظهرا له يتقوى به ويستند اليه قال مقاتل والإثم المعصية والعدوان الظلم .
قوله تعالى وأن يأتوكم أسارى تفادهم أصل الأسر الشد قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر أسارى وقرأ الاعمش وحمزة أسرى قال الفراء أهل الحجاز يجمعون الأسير أسارى وأهل نجد اكثر كلامهم أسرى وهو أجود الوجهين في العربية لأنه بمنزلة قولهم جريح وجرحى وصريع وصرعى وروى الأصمعي عن أبي عمرو قال الاسارى ما شدوا والاسرى في ايديهم إلا انهم لم يشدوا وقال الزجاج فعلى جمع لكل ما أصيب به الناس في أبدانهم وعقولهم يقال هالك وهلكى ومريض مرضى وأحمق