والرابع كأنك استحفيت السؤال عنها حتى علمتها قاله ابن ابي نجيح عن مجاهد وقال عكرمة كأنك سؤول عنها وقال ابن قتيبة كأنك معني بطلب علمها وقال ابن الانباري فيه تقديم وتأخير تقديره يسألونك عنها كأنك حفي بها والحفي في كلام العرب المعني .
قوله تعالى قل إنما علمها عند الله أي لا يعلمها إلا هو ولكن أكثر الناس لا يعلمون قال مقاتل في آخرين المراد بالناس هاهنا أهل مكة وفي قوله لا يعلمون قولان أحدهما لا يعلمون أنها كائنة قاله مقاتل والثاني لا يعلمون أن هذا مما استأثر الله بعلمه قاله أبو سليمان الدمشقي .
قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون .
قوله تعالى قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا سبب نزولها أن أهل مكة قالوا يا محمد ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فتشتري فتربح وبالأرض التي تريد أن تجدب فترتحل عنها إلى ما قد أخصب فنزلت هذه الآية روي عن ابن عباس وفي المراد بالنفع والضر قولان .
أحدهما أنه عام في جميع ما ينفع ويضر قاله الجمهور .
والثاني أن النفع الهدى والضر الضلالة قاله ابن جريج .
قوله تعالى إلا ما شاء الله أي إلا ما أراد أن أملكه بتمليكه إياي ومن هو على هذه الصفة فكيف يعلم علم الساعة .
قوله تعالى ولو كنت أعلم الغيب فيه أربعة أقوال