وفي معنى السلم قولان أحدهما أنه الإسلام قاله ابن عباس وعكرمة وقتادة و الضحاك والسدي وابن قتيبة و الزجاج في آخرين والثاني أنها الطاعة روي عن ابن عباس ايضا وهو قول أبي العالية والربيع وقال الزجاج كافة بمعنى الجميع وهو في اشتقاق اللغة ما يكف الشىء في آخره من ذلك كفه القميص وكل مستطيل فحرفه كفه بضم الكاف ويقال في كل مستدير كفه بكسر الكاف نحو كفة الميزان ويقال إنما سميت كفة الثوب لأنها تمنعه ان ينتشر وأصل الكف المنع وقيل لطرف اليد كف لأنها تكف بها عن سائر البدن ورجل مكفوف قد كف بصره أن ينظر واختلفوا هل قوله كافة يرجع إلى السلم أو إلى الداخلين فيه على قولين أحدهما أنه راجع إلى السلم فتقديره ادخلوا في جميع شرائع الإسلام وهذا يخرج على القول الاول الذي ذكرناه في نزول الآية والثاني أنه يرجع إلى الداخلين فيه فتقديره ادخلوا كلكم في الإسلام وبهذا يخرج على القول الثاني وعلى القول الثالث يحتمل قوله كافة ثلاثة أقوال أحدها أن يكون أمرا للمؤمنين بألسنتهم أن يؤمنوا بقلوبهم والثاني أن يكون امر للمؤمنين بالدخول في جميع شرائعه و الثالث أن يكون أمرا لهم بالثبات عليه كقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا آمنوا النساء 136 و خطوات الشيطان المعاصي وقد سبق شرحها و البينات الدلالات الواضحات وقال ابن جريج هي الإسلام والقرآن و وينظرون يمعنى ينتظرون .
قوله تعالى إلا أن يأتيهم الله كان جماعة من السلف يمسكون عن الكلام في مثل هذا وقد ذكر القاضي أبو يعلى عن أحمد أنه قال المراد به قدرته وأمره قال وقد بينه في قوله تعالى أو يأتي أمر ربك الانعام 158