قوله تعالى في ظلل من الغمام أي بظلل والظلل جمع ظلة و الغمام السحاب الذي لا ماء فيه قال الضحاك في قطع من السحاب ومتى يكون مجىء الملائكة فيه قولان أحدهما أنه يوم القيامة وهو قول الجمهور والثاني أنه عند الموت قاله قتادة وقرا الحسن بخفض الملائكة قضي الأمر فرغ منه و إلى الله ترجع الامور أي تصير قرأ ابن كثير ونافع وابو عمرو وعاصم ترجع بضم التاء وقرا ابن عامر وحمزة والكسائي بفتحها فان قيل فكأن الأمور كانت إلى غيره فعنه اربعة أجوبه أحدها أن المراد به إعلام الخلق أنه المجازي على الأعمال بالثواب والعقاب قاله الزجاج والثاني أنه لما عبد قوم غيره ونسبوا أفعاله إلى سواه ثم انكشف الغطاء يوم القيامة ردوا إليه ما أضافوه إلى غيره و الثالث أن العرب تقول قد رجع علي من فلان مكروه إذا صار إليه منه مكروه و إن لم يكن سبق قال الشاعر ... فان تكن الأيام أحسن مرة ... إلي فقد عادت لهن ذنوب ... .
ذكرهما ابن الانباري ومما يشبه هذا قول لبيد ... وما المرء إلا كالشهاب وضوئه ... يحور رمادا بعد إذ هو ساطع ... .
أراد يصير رمادا لا أنه كان رمادا وقال أمية بن أبي الصلت ... تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا ... .
أي صار والرابع أنه لما كانت الأمور إليه قبل الخلق ثم أوجدهم فملكهم بعضها رجعت إليه بعد هلاكهم فان قيل قد جرى ذكر اسمه تعالى في قوله أن يأتيهم الله فما