فقال أحدهم أترون الله يسمع كلامنا هذا فقال الأخران إنا إذا رفعنا أصواتنا سمعه وإن لم نرفع لم يسمع وقال الآخر إن سمع منه شيئا سمعه كله فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم إلى قوله من الخاسرين ومعنى تستترون تستخفون أن يشهد أي من أن يشهد عليكم سمعكم لأنكم لا تقدرون على الاستخفاء من جوارحكم ولا تظنون أنها تشهد ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون قال ابن عباس كان الكفار يقولون إن الله لا يعلم ما في أنفسنا ولكنه يعلم ما يظهر وذلكم ظنكم أي أن الله لا يعلم ما تعملون أرداكم أهلككم .
فان يصبروا أي على النار فهي مسكنهم وإن يستعتبوا أي يسألوا أن يرجع لهم إلى ما يحبون لم يرجع لهم لأنهم لا يستحقون