في المراد بالفضل أربعة أقوال أحدها أنه رسول الله والثاني الإسلام والثالث القرآن والرابع أولو الأمر .
وفي الرحمة أربعة أقوال أحدها أنها الوحي والثاني اللطف والثالث النعمة والرابع التوفيق .
قوله تعالى لا تبعتم الشيطان إلا قليلا في معنى هذا الاستثناء ثلاثة أقوال .
أحدها أنه راجع إلى الإذاعة فتقديره أذاعوا به إلا قليلا وهذا قول ابن عباس وابن زيد واختاره الفراء وابن جرير .
والثاني أنه راجع إلى المستنبطين فتقديره لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا وهذا قول الحسن وقتادة واختاره ابن قتيبة فعلى هذين القولين في الآية تقديم وتأخير .
والثالث أنه راجع إلى اتباع الشيطان فتقديره لاتبعتم الشيطان إلا قليلا منكم وهذا قول الضحاك واختاره الزجاج وقال بعض العلماء المعنى لولا فضل الله بارسال النبي إليكم لضللتم إلا قليلا منكم كانوا يستدركون بعقولهم معرفة الله ويعرفون ضلال من يعبد غيره كقس بن ساعدة فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا .
قوله تعالى فقاتل في سبيل الله سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ندب الناس لموعد أبي سفيان ببدر الصغرى بعد أحد كره بعضهم ذلك فنزلت هذه