يقول تعالى : { أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة } ويفزع فيقال له ولأمثاله من الظالمين { ذوقوا ما كنتم تكسبون } كمن يأتي آمنا يوم القيامة كما قال D : { أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم } وقال جل وعلا : { يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر } وقال تبارك وتعالى : { أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة } واكتفى في هذه الاية بأحد القسمين عن الاخر كقول الشاعر : .
فما أدري إذا يممت أرضا أريد الخير أيهما يليني .
يعني الخير أو الشر وقوله جلت عظمته : { كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون } يعني القرون الماضية المكذبة للرسل أهلكهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق وقوله جل وعلا : { فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا } أي بما أنزل بهم من العذاب والنكال وتشفي المؤمنين بهم فليحذر المخاطبون من ذلك فإنهم قد كذبوا أشرف الرسل وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلّم والذي أعده الله جل جلاله لهم في الاخرة من العذاب الشديد أعظم مما أصابهم في الدنيا ولهذا قال D : { ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون }