بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين ألا وقول الزور وشهادة الزور وكان متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .
ومن هديه أنه كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم .
ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه .
من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي رواه مسلم .
ومن وسائل إيضاحه أنه كان يضرب لهم الأمثال الرائعة التي تجلي لهم المعاني كأنها العروس بارعة ليلة الزفاف أو الشمس ساطعة ليس دونها سحاب .
تأمل قوله وهو يضرب المثل في ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخطر إهمالهما ثم قل لي بربك هل يبارح ذاكرتك هذا التمثيل البديع .
يروي البخاري عن النعمان بن بشير أن النبي قال مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم أستهموا في سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها .
وكان الذي في أسفلها إذا أستقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا .
فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا .
وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا .
ومن وسائل إيضاحه أسئلته التي كان يلقيها على أصحابه فيوقظ بها انتباههم ويرهف بسببها شعورهم حتى يستقبلوا هديه بنفوس عطاش وقلوب ظماء فيستقر فيها أثبت استقرار ويعلق بها علوق الروح بالأجسام .
وإليك مثلا واحدا عن أبي هريرة Bه أن رسول الله قال أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار ولا متاع .
فقال إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار .
رواه مسلم