6 - تعدد النازل والسبب واحد .
قد يكون أمر واحد سببا لنزول آيتين أو آيات متعددة على عكس ما سبق ولا مانع من ذلك لأنه لا ينافي الحكمة في إقناع الناس وهداية الخلق وبيان الحق عند الحاجة بل إنه قد يكون أبلغ في الإقناع وأظهر في البيان .
مثال السبب الواحد تنزل فيه آيتان ما أخرجه ابن جرير الطبري والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله جالسا في ظل شجرة فقال إنه سياتيكم إنسان ينظر إليكم بعيني شيطان فإذا جاء فلا تكلموه .
فلم يلبثوا أن طلع رجل أزرق العينين فدعاه رسول الله فقال علام تشتمني أنت وأصحابك فانطلق الرجل فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما قالوا حتى تجاوز عنهم .
فأنزل الله يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلمهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغنهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير 9 التوبة 74 .
وأخرج الحاكم وأحمد هذا الحديث بهذا اللفظ وقالا فأنزل الله يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكذبون استحوذ عليهم الشيطن فأنسهم ذكر الله أولئك حزب الشيطن ألا إن حزب الشيطن هم الخسرون 58 المجادلة 18 19 اه .
ومثال السبب الواحد ينزل فيه أكثر من آيتين ما أخرجه الحاكم والترمذي عن أم سلمة أنها قالت يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء فأنزل الله فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلى وقتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنت تجرى من تحتها الانهر ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب 3 آل عمران 195 اه .
من سورة آل عمران .
وأخرج الحاكم أيضا عنها أنها قالت قلت يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء فأنزلت إن المسلمين والمسلمت 33 الأحزاب 35 وأنزلت أنى لا أضيع عمل عمل منكم من ذكر أو أنثى 3 آل عمران 195