" عجب ربكم من ألكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم " وكان شريح يقرأ بالقتح ويقول : إن الله لا يعجب من شيء وإنما يعجب من لا يعلم فقال إبراهيم النخعي : إن شريحا كان يعجبه علمه وعبد الله أعلم يريد عبد الله بن مسعود وكان يقرأ بالضم . وقيل : معناه : قل يا محمد بل عجبت . " وإذا ذكروا " ودأبهم أنهم إذا وعظوا بشيء لا يتعظون به " وإذا رأوا ءاية " من آيات الله البينة كانشقاق القمر ونحوه " يستسخرون " ويبالغون في السخرية أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها .
" وقالوا إن هذا إلا سحر مبين أءذا متنا وكنا ترابا وعظما أءنا لمبعوثون أو ءاباؤنا الأولون قل نعم وأنتم دخرون فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون " " أو ءاباؤنا " معطوف على محل " إن " واسمها . أو على الضمير في مبعوثون والذي جوز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام . والمعنى : أيبعث أيضا آباؤنا على زياد الاستبعاد يعنون أنهم أقدم فبعثهم أبعد وأبطل . وقرىء : " أو آباؤنا " " قل نعم " وقرىء : " نعم " بكسر العين وهما لغتان . وقرىء : " قال نعم " أي : الله تعالى أو الرسول A . والمعنى : نعم تبعثون " وأنتم دخرون " صاغرون " فإنما " جواب شرط مقدر تقديره : إذا كان ذلك فما " هي " إلا " زجرة واحدة " وهي لا ترجع إلى شيء إنما هي مبهمة موضحها خبرها . ويجوز : فإنما البعثة زجرة واحدة وهي النفخة الثانية . والزجرة الصيحة من قولك : زجر الراعي الإبل أو الغنم : إذا صاح عليها فريعت لصوته . ومنه قوله : .
زجر أبي عروة السباع إذا ... أشفق أن يختلطن بالغنم .
يريد تصويته بها " فإذا هم " أحياء بصراء " ينظرون " .
" وقالوا يويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون " يحتمل أن يكون " هذا يوم الدين " إلى قوله : " احشروا " من كلام الكفرة بعضهم مع بعض وأن يكون من كلام الملائكة لهم وأن يكون " يويلنا هذا يوم الدين " كلام الكفرة . و " هذا يوم الفصل " من كلام الملائكة جوابا لهم . ويوم الدين : اليوم الذي ندان فيه أي : نجازى بأعمالنا . ويوم الفصل : يوم القضاء والفرق بين فرق الهدى والضلالة .
" احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صرط الجحيم وقفوهم إنهم مسئولون ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون " " احشروا " خطاب الله للملائكة أو خطاب بعضهم مع بعض " وأزوجهم " ! .
وضرباءهم عن النبي A وهم نظراؤهم وأشباههم من العصاة : أهل الزنا مع أهل الزنا وأهل السرقة مع أهل السرقة . وقيل : قرناؤهم من الشياطين . وقيل : نساؤهم اللاتي على دينهم " فاهدوهم " فعرفوهم طريق النار حتى يسلكوها . هذا تهكم بهم وتوبيخ لهم بالعجر عن التناصر بعد ما كانوا على خلاف ذلك في الدنيا متعاضدين متناصرين " بل هم اليوم مستسلمون " قد أسلم بعضهم بعضا وخذله عن عجز فكلهم مستسلم غير منتصر . وقرىء : " لا تتناصرون " ولا تناصرون بالإدغام .
" وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطن بل كنتم قوما طغين فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون فأغوينكم إنا كنا غوين فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون "