" أفمن هذا الحديث " وهو القرآن " تعجبون " إنكارا " وتضحكون " استهزاء " ولا تبكون " والبكاء والخشوع حق عليكم . وعن رسول الله A : 1107 أنه لم ير ضاحكا بعد نزولها . وقرئ : " تعجبون تضحكون " بغير واو " وأنتم سامدون . " شامخون مبرطمون . وقيل : لاهون لاعبون . وقال بعضهم لجاريته : اسمدي لنا أي غني لنا " فاسجدوا لله واعبدوا . " ولا تعبدوا الآلهة .
عن رسول الله A : 1108 " من قرأ سورة النجم أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بحمد وجحد به بمكة " .
سورة القمر .
مكيةوآياتها 55 .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" اقتربت الساعة وانشق القمر . وإن يروا أية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر . وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر . " انشقاق القمر من آيات رسول الله A ومعجزاته النيرة . عن أنس بن مالك Bه : 1109 أن الكفار سألوا رسول الله A آية فانشق القمر مرتين . وكذا عن ابن عباس وابن مسعود Bهما قال ابن عباس : 1110 انفلق فلقتيم فلقة ذهبت وفلقة بقيت . وقال ابن مسعود : 1111 رأيت حراء بين فلقتي القمر . وعن بعض الناس : أن معناه ينشق يوم القيامة . وقوله : " وإن يروا أية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر . " يرده وكفى به رادا وفي قراءة حذيفة " وقد انشق القمر " أي : اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها أن القمر قد انشق كما تقول : أقبل الأمير وقد جاء المبشر بقدومه . وعن حذيفة أنه خطب بالمدائن ثم قال : 1112 ألا إن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشق على عهد نبيكم . مستمر : دائم مطرد وكل شيء قد انقادت طريقته ودامت حاله قيل فيه : قد استمر . لما رأوا تتابع المعجزات وترادف الآيات قالوا : هذا سحر مستمر . وقيل : مستمر قوي محكم من قولهم : استمر مريره . وقيل : هو من استمر الشيء إذا اشتدت مرارته أي : مستبشع عندنا مر على لهواتنا لا نقدر أن نسيغه كما لا يساغ المر الممقر . وقيل : مستمر مار ذاهب يزول ولا يبقى تمنية لأنفسهم وتعليلا . وقرئ : " وإن يروا " " واتبعوا أهواءهم " وما زين لهم الشيطان من دفع الحق بعد ظهوره " وكل أمر مستقر " أي كل أمر لا بد أن يصير إلى غاية يستقر عليها وإن أمر محمد سيصير إلى غاية يتبين عندها أنه حق أو باطل وسيظهر لهم عاقبته . أو وكل أمر من أمرهم وأمره مستقر أي : سيثبت ويستقر على حالة خذلان أو نصرة في الدنيا وشقاوة أو سعادة في الآخرة . وقرئ : بفتح القاف يعني " كل أمر ذو مستقر " أي : ذو استقرار . أو ذو استقرار أو زمان استقرار . وعن أبي جعفر ؛ " مستقر " بكسر القاف والجر عطفا على الساعة أي : اقتربت الساعة واقترب كل أمر مستقر يستقر ويتبين حاله .
" ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر . حكمة بالغة فما تغن النذر . فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر . خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر . مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر . "