" حملناكم " حملنا آباءكم " في الجارية " في سفينة ؛ لأنهم إذا كانوا من نسل المحمولين الناجين كان حمل آبائهم منة عليهم وكأنهم هم المحمولون لأن نجاتهم سبب ولا دتهم " لنجعلها " الضمير للفعلة : وهي نجاة المؤمنين وإغراق الكفرة " تذكرة " عظة وعبرة " أذن واعية " من شأنها أن تعي وتحفظ ما سمعت به ولا تضيعه بترك العمل وكل ما حفظته في نفسك فقد وعيته وما حفظته في غير نفسك فقد أوعيته كقولك : وعيت الشيء في الظرف . وعن النبي و A .
أنه قال لعلي Bه عند نزول هذه الآية : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي قال علي Bه : فما نسيت شيئا بعد وما كان لي أن أنسى . فإن قلت : لم قيل : أذن واعية وعلى التوحيد والتنكير ؟ قلت : للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم ؛ وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن الله فهي السواد الأعظم عند الله وأن ما سواها لايبالي بهم بالة وإن ملئوا ما بين الخافقين . وقرئ : وتعيها بسكون العين للتخفيف : شبه تعي بكيد .
" فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء وهي يومئذ واهية والملك على أرحائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية " أسند الفعل إلى المصدر وحسن تذكيره للفصل . وقرأ أبو السمال نفخة واحدة بالنصب مسندا للفعل إلى الجار والمجرور . فإن قلت : هما نفختان فلم قيل : واحدة ؟ قلت معناه أنها لا تثنى في وقتها . فإن قلت : فأي النفختين هي ؟ قلت الأولى لأن عندها فساد العالم وهكذا الرواية عن ابن عباس . وقد روي عنه أنها الثانية . فإن قلت : أما قال بعد " يومئذ تعرضون " والعرض إنما هو عند النفخة الثانية ؟ قلت : جعل اليوم إسما للحين الواسع الذي تقع فيه النفختان والصعقة والنشور والوقوف والحساب فلذلك قيل : " يومئذ تعرضون " كما تقول : جثته عام كذا ؛ وإنما كان مجيئك في وقت واحد من أوقاته " وحملت " ورفعت من جهاتها بريح بلغت من قوة عصفها أنها تحمل الأرض والجبال . أو بخلق من الملائكة . أو بقدرة الله من غير سبب . وقرئ : وحملت بحذف المحمل وهو أحد الثلاثة " فدكتا " فدكت الجملتان : جملة الأرضين وجملة الجبال فضرب بعضها ببعض حتى تندق وترجع كثيبا مهيلا وهباء منبثا والدك أبلغ من الدق . وقيل : فبسطتا بسطة واحدة فصارتا أرضا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا من قولك : اندك السنام إذا انفرش وبعير أدك وناقة دكاء . ومنه : الدكان " فيومئذ وقعت الواقعة " فحينئذ نزلت النازلة وهي القيامة " واهبة " مسترخية ساقطة القوة جدا بعد ما كانت محكمة مستمسكة . بريد : والخلق الذي يقال له الملك ورد إليه الضمير مجموعا في قوله : " فوقهم " على المعنى : فإن قلت : ما الفرق بين قوله : " والملك " وبين أن يقال والملائكة ؟ قلت : الملك أعم منالملائكة ألا ترى أن قولك : ما من ملك إلا وهو شاهد أعم من قولك : ما من ملائكة " على أرجائها " على جوانبها : الواحد رجا مقصور يعني : أنها تنشق وهي مسكن الملائكة فينضوون إلى أطرافها وما حولها من حافاتها " ثمانية " أي : ثمانية منهم . وعن رسول الله A :