@ 9 @ لذنبك إنك كنت من الخاطئين } وقوله في بلقيس : { وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين } وقوله فيما كالجمع المذكر السالم : { قلنا اهبطوا منها جميعا } ؛ فإنه تدخل فيه حواء إجماعا . وذهب كثير إلى أنهن لا يدخلن في ذلك إلا بدليل منفصل . واستدلوا على ذلك بآيات كقوله : { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات } إلى قوله : { أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما } وقوله تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذالك أزكى لهم } ثم قال : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن } فعطفهن عليهم يدل على عدم دخولهن . وأجابوا عن حجة أهل القول الأول بأن تغليب الذكور على الإناث في الجمع ليس محل نزاع . وإنما النزاع في الذي يتبادر من الجمع المذكر ونحوه عند الإطلاق . وعن الآيات بأن دخول الإناث فيها . إنما علم من قرينة السياق ودلالة اللفظ ودخولهن في حالة الاقتران بما يدل على ذلك لا نزاع فيه . .
وعلى هذا القول : فمريم غير داخلة في الآية وإلى هذا الخلاف أشار في مراقي السعود بقوله : ( الرجز ) % ( وما شمول من للانثى جنف % وفي شبيه المسلمين اختلفوا ) % .
وقوله : { غير المغضوب عليهم ولا الضآلين } قال جماهير من علماء التفسير : { المغضوب عليهم } اليهود و الضالون النصارى . وقد جاء الخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه . واليهود والنصارى وإن كانوا ضالين جميعا مغضوبا عليهم جميعا فإن الغضب إنما خص به اليهود وإن شاركهم النصارى فيه لأنهم يعرفون الحق وينكرونه ويأتون الباطل عمدا فكان الغضب أخص صفاتهم . والنصارى جهلة لا يعرفون الحق فكان الضلال أخص صفاتهم . .
وعلى هذا فقد يبين أن { المغضوب عليهم } اليهود . قوله تعالى فيهم : { فباءو بغضب على غضب } وقوله فيهم أيضا : { هل أنبئكم بشر من ذالك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه } وقوله : { إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب } ؛ وقد يبين أن { الضالين } النصارى قوله تعالى : { ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل بسم الله الرحمن الرحيم }