266 - ـ فصل : ذلك مبلغهم من العلم .
أكثر الخلائق على طبع ردىء لا تقومه الرياضة لا يدرون لم خلقوا و لا ما المراد منهم و غاية همتهم حصول بغيتهم من أغراضهم و لا يسألون عند نيلها ما اجتلبت لهم من ذم .
يبذلون العرض دون الغرض و يؤثرون لذة ساعة و إن اجتلبت زمان مرض .
يلبسون عند التجارات ثياب محتال في شعار مختال و يلبسون في المعاملات و يسترون الحال .
إن كسبوا فشبهة و إن أكلوا فشهوة ينامون الليل و إن كانوا نياما بالنهار في المعنى و لا نوم بهذه الصورة .
فإذا أصبحوا سعوا في تحصيل شهواتهم بحرص خنزير و تبصبص كلب و افتراس أسد و غارة ذئب و روغان ثعلب .
و يتأسفون عند الموت على فقد الهوى لا على عدم التقوى ذلك مبلغهم من العلم .
كيف يفلح من يؤثر ما يراه بعينه على ما يبصره بعقله و ما يدركه ببصره أعز عنده مما يراه ببصيرته .
تالله لو فتحوا أسماعهم لسمعوا هاتف الرحيل في زمان الإقامة يصيح في عرصات الدنيا : تلمحوا تقويض خيام الأوائل .
لكن عمرهم سكر الجهالة فلم يفيقوا إلا بضرب الحد